ابن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انطلق لحاجته تباعد حتى لا يراه أحد.
قلت: هكذا رواه بهذا اللفظ يوسف بن عطاء وخالفه شعبة وروح كما في "الصحيحين". وخالد بن الحذاء كما عند مسلم ليس فيه ذكر:"تباعد النبي - صلى الله عليه وسلم - لقضاء حاجته" فيظهر أن يوسف بن عطية قد غلط في هذا الحديث. وهو متروك. وروى ابن ماجه (٣٣٢) عن أنس بنحوه.
ثامنًا: حديث يعلى بن مرة رواه ابن ماجه (٣٣٣) قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ثنا يحيى بن سليم عن ابن خثيم عن يونس بن خباب عن يعلى بن مرة؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذهب إلى الغائط أبعد.
قلت: إسناده ضعيف؛ لأن فيه يعقوب بن حميد بن كاسب المدني ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي ويونس بن خباب الأسيدي مولاهم، وتكلم فيه ابن معين واتهمه الجوزجاني وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث ليس بالقوي. اهـ.
وقال البخاري: منكر الحديث. اهـ.
وقال أحمد بن حنبل: كان خبيث الرأي. اهـ.
وعند ابن ماجه أيضًا (٣٣٦) بنحوه من حديث بلال بن الحارث وهو ضعيف؛ لأن في إسناده كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني وهو ضعيف جدًّا.