وقد كنت عزمت على أَنْ أَرُدَّ على ما فيه من تجنيات، وتشويهات، وتحريفات للثقافة الإسلامية، ولكن شغلني عن ذلك الاشتغال بتدريس السنة النبوية، ودراستها دراسة متعمقة، واتصل اشتغالي بالأحاديث والسنن باشتغالي بشرح " الجامع الصحيح " للإمام البخاري، فهل من أحد من أهل العلم، وطلبته المتخصصين في علوم الكتاب والسنة - يقوم بالرد على ما جاء في هذا الكتاب من آراء مبتسرة ومن أفكار خاطئة إن الرد على ما في هذا الكتاب الخطير يصلح أن يكون موضوع أطروحة - أي رسالة - لنيل درجة " الدكتوراه " فهل من طلاب " الدكتوراه " من يقوم بهذا الواجب هذا؟ ما أرجو، وما ذلك على إرادة الله بعزيز.
وقد رأيت أن يكون الفصل الأخير من هذا الكتاب الذي يعتبر عصارة ذهني وعقلي، وقلبي، وخلاصة عمر طويل في دراسة السنة النبوية المطهرة والردود على ما يثار حولها من شبه، وتجنيات، وأباطيل، ما يزيد عن ثلث قرن من الزمان - وللهِ الحَمْدُ وَالمِنَّةُ - ذكر جملة من الأحاديث التي كثرت إثارة الشُّبَهِ حولها، ولن أذكر شَيْئًا من الأحاديث التي بينت مفصل الحق فيها في هذا الكتاب فيما سبق، ولكني سأذكر أحاديث أخرى قد أثيرت حولها الشبه، واشتدت الخصومة فيها بين أنصار السنة المنصفين، وبين أعدائها الحاقدين على الإسلام والمسلمين، فإلى هذا الفصل الأخير مستمدًا من الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - العون والتوفيق والسداد.