للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

، فلا نقص عليهم ولا عار في ذلك، بل هذا من كمالهم، وعلو درجاتهم عند الله، ثم أخذ في الإجابة عما أورده المنكرون للحديث من شبه بما لا يخرج عما ذكرناه (١).

نَتَائِجُ البَحْثِ:

والآن وبعد هذا المطاف الطويل حول الشبه التي أوردها أعداء الإسلام على السنن النبوية والأحاديث من لدن النظام المعتزلى وأضرابه إلى يومنا هذا أرى لِزَامًا عَلَيَّ أن أجمل النتائج التي توصلت إليها بعد هذا البحث المستفيض فأقول وبالله التوفيق:

[١] الإسلام - وهو الدين العام الخالد الذي ارتضاه الله للبشرية جميعًا حسبما صدع الحق - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - في قوله: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ} (٢)، وقوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣) قد تعرض لعداوات ظاهرة باطلة من المشركين والوثنيين وأضرابهم من اليهود والنصارى وغيرهم في العهد النبوي، وإلقاء الشبه التي وسوس إليهم بها شياطين الإنس، والجن، ولكن هذه العداوات لم تلبث بعد جهاد وكفاح مريرين أن خبت جذوتها وانطفأت ذبالتها، فذهب الشرك والمشركون، وذهب الباطل والمبطلون، وبقي الحق الظاهر المبين وصدق الله - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - حيث قال: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا} (٤) وقال: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} (٥).


(١) " التفسير القيم " لابن القيم: ص ٥٦٤ - ٥٧٢.
(٢) [سورة آل عمران، الآية: ١٩].
(٣) [سورة آل عمران، الآية: ٨٥].
(٤) [سورة الإسراء، الآيتان: ٨١، ٨٢].
(٥) [سورة الأنبياء، الآية: ١٨] .....

<<  <   >  >>