[٤] المستشرقين وأضرابهم من قساوسة النصارى وأحبار اليهود قد وقعوا على هذه الشبه والطعون التي افتجرها أعداء الإسلام من اليهود، وزنادقة الفرس والرومان، وأفراخ الفلاسفة اليونانيين، وصاروا يزيدون فيها، ويعيدون ما شاء لهم هواهم أن يزيدوا ويعيدوا حتى صيروا من الحبة قُبَّةً.
وقد حمل إثم هذا الإفك المستشرق اليهودي الأصل " جولدتسيهر " وتابعه على ذلك كثيرون، واعتبروا أقواله في الحديث قضايا مُسَلَّمَةً لا تحتاج إلى مناقشة، وأذاعوا هذا الإفك في الأوساط الأوربية وغيرها.
واغتر بأقوالهم بعض الذين ذهبوا لأجل الحصول على الدرجات العلمية:
الماجستير، والدكتوراه من الجامعات الغربية فلما عادوا نقلوا عنهم هذا الزور والبهتان، ولقنوه لطلبة الجامعات في البلاد الإسلامية والعربية حتى انتشرت هذه الأفكار الاستشراقية على مدى واسع في بلادنا الإسلامية والعربية ولم يقف الأمر عند حد الطلاب بل قد وجدنا بعض الباحثين الذين أصبحت لهم مراكز مرموقة، وتربعوا على كراسي الجامعات، يتابعون هؤلاء المستشرقين، وينشرون سمومهم في كتب لهم انتشرت في بلادنا الإسلامية والعربية انتشارًا واسعًا.
...
[٥] إن بعض المستشرقين من اليهود والقساوسة كانت أخطاؤهم في دراسة الحديث النبوي الشريف متعمدة بقصد الإفساد في الإسلام، وخلع المسلمين من عروتهم الوثقى: عروة الإسلام، وتقليل الثقة بهذا الدين الإلهي العظيم وذلك عن طريق الطعن في الأصلين الشريفين اللذين يرجع إليهما الإسلام: القرآن الكريم، والسنة والأحاديث النبوية، وقد ضربنا لذلك أمثلة كثيرة مما سبق في أثناء الكتاب.
وفكرة الاستشراق في أصلها لم تكن متمحصة لخدمة العلم والثقافة الإسلامية وإنما هي في أصلها سياسية يقصد بها الطعن في الإسلام وصرف المسلمين عنه ولا