للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلتُ (أحمد): بل إن عليَّاً نفسه وبعض الصحابة معه كانوا أولَ الناس التماسا للعذر لمن قاتلوهم، فلم يكفِّروهم، أو يلعنوهم.

فعن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: «بينما عليٌّ آخذ بيد عديِّ بن حاتم وهو يطوف في القتلى، إذ مر برجل عرفته، فقلت: يا أمير المؤمنين, عهدي بهذا وهو مؤمن، قال: والآن؟» (١).

وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: أخبرني رجل شهد صفِّين قال: «رأيت عليَّاً خرج في بعض تلك الليالي , فنظر إلى أهل الشام فقال: اللهم اغفر لي ولهم» (٢).

وعن يزيد بن الأصم قال: «سُئل علي عن قتلى يوم صفِّين, فقال: قتلانا وقتلاهم في الجنة, ويصير الأمر إليَّ وإلى معاوية» (٣).

وعن رياح بن الحارث، قال: «كنت إلى جنب عمَّار بن ياسر بصفِّين, وركبتي تمس ركبته, فقال رجل: كفر أهل الشام, فقال عمَّار: لا تقولوا ذلك، نبينا ونبيهم واحد, وقبلتنا وقبلتهم واحدة; ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق, فحقٌّ علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه» (٤).


(١) إسناده صحيح إلى سعد: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٤٦)، لكن يبقى أن سعدا لم يلق أحدا من الصحابة، كما في جامع التحصيل (ص: ١٨٠).
(٢) إسناده صحيح إلى عبد الله: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٦٥).
(٣) إسناده حسن إلى يزيد: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٨٠)، وفي سنده عمر بن أيوب الموصلي، صدوق له أوهام، كما في التقريب (٤٨٦٧)، وشيخه: جعفر بن بُرقان، صدوق، كما في التقريب (٩٣٢).
(٤) إسناده حسن: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٤١)، والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (٥٩٨)، وفي سنده الحسن بن الحكم النخعي، صدوق يخطئ، كما في التقريب (١٢٢٩). وتصحَّف في المطبوع من ابن أبي شيبة (رياح) إلى (زياد)!

<<  <   >  >>