للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو طالب: «سألت أبا عبد الله -يعني: الإمام أحمد-: أقول: معاوية خال المؤمنين؟ وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم، معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمهما، وابن عمر أخو حفصة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ورحمهما، قلت: أقول: معاوية خال المؤمنين؟ قال: نعم» (١).

وقال أبو بكر المرُّوذِي: «سمعت هارون بن عبد الله، يقول لأبي عبد الله -يعني: الإمام أحمد-: جاءني كتاب من الرقة أن قوما قالوا: لا نقول: معاوية خال المؤمنين، فغضب وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع؟! يجفون حتى يتوبوا» (٢).

ولما سئل الإمام أحمد عمَّن يقول: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصبا؟ قال: «هذا قول سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس» (٣).

وقال عبد الملك بن عبد الحميد الم‍يموني: «قلتُ لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي؟ قال: بلى، قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم، له صهر ونسب.

قال: وسمعت ابن حنبل يقول: ما لهم ولمعاوية؟! نسأل الله العافية» (٤).

فإن قال قائل: قد كتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - نفرٌ غير معاوية، وكان هناك إخوة لأمهات المؤمنين قد يُطلق عليهم: «خال المؤمنين» غير معاوية، وكان هناك أصهار له غير معاوية؛ فما وجه اختصاصه بذلك؟

والجواب عن ذلك: أنهم «لا يذكرون ما يذكرون من ذلك لاختصاصه به، بل يذكرون ما له من الاتصال بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، كما يذكرون في فضائل غيره ما ليس من خصائصه.


(١) السنة للخلال (٦٥٧).
(٢) السنة للخلال (٦٥٨).
(٣) إسناده صحيح: أخرجه الخلال في السنة (٦٥٩).
(٤) إسناده صحيح: أخرجه الخلال في السنة (٦٥٤).

<<  <   >  >>