للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عن هذا الحديث: «لعل هذه منقبة لمعاوية، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة» (١).

- الحافظ ابن كثير:

قال معلِّقا على هذا الحديث: «وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه (٢).

وأما في الآخرة: فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما، من غير وجه عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته، أو جلدته، أو دعوتُ عليه، وليس لذلك أهلا؛ فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة.

فركَّب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك» (٣).

- ابن حجر الهيتمي:

حيث عدَّ هذا الحديث من مناقب معاوية، وساق نحوا من الكلام السابق (٤).

وأما الجواب عن الاتهام الثاني؛ فنقول:

أولاً: أنه ليس في الحديث أن ابن عباس قال لمعاوية: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك فتباطأ، وإنما يحتمل أن ابن عباس لما رآه يأكل استحيا أن يدعوه، فجاء وأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يأكل، وكذا في المرة الثانية (٥).

ثانياً: على فرض أن ابن عباس أخبر معاوية بطلب النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فيحتمل أن معاوية ظن أن في الأمر سعة، أو كان معتقدا أنه لا يجب على الفور (٦)، مع احتمالية الجوع الشديد عند معاوية، أو مخافة فساد الطعام، أو غير ذلك (٧).


(١) تذكرة الحفاظ (٢/ ١٥)، وسير أعلام النبلاء (٣/ ١٢٣ - ١٢٤).
(٢) تقدَّم الكلام على وجه انتفاعه بهذه الدعوة في الدنيا.
(٣) البداية والنهاية (١١/ ٤٠٢).
(٤) تطهير الجنان (ص: ١٠٣ - ١٠٤).
(٥) تطهير الجنان (ص: ١٠٣).
(٦) المصدر السابق.
(٧) المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (٦/ ٥٨٨).

<<  <   >  >>