للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دخل عليها معاوية يوماً ومعه خادم خصيٌّ، فاستترت منه، وقالت: ما هذا الرجل معك؟ فقال: إنه خصيٌّ، فاظهري عليه. فقالت: ما كانت المثلة لتُحِلَّ له ما حرَّم الله عليه. وحجبته عنها.

وفي رواية أنَّها قالت له: إنَّ مجرد مثلتك له لن تحل ما حرمه الله عليه» (١).

قلتُ (أحمد): وسيأتي بعد قليل -إن شاء الله- ما يدلُّ على رجحان عقلها، ووثوق معاوية برأيها.

وَلَدتْ ميسون له يزيد، وكان معاوية يحبه، ويتمثل له وهو ينظر إليه:

وإن مات لم تصلح مُزينة بعده ... فنُوطِي عليه يا مزين التمائما (٢)

وهو الذي عهد إليه معاوية - رضي الله عنه - بالخلافة من بعده، وكان يقول: «لولا هواي في يزيد لأبصرتُ طريقي» (٣).

وكذلك وَلدت له بنتاً يُقال لها: أَمَةُ الشارق، وقيل: أَمَةُ ربِّ المشارق، ماتت وهي صغيرة (٤).

٣ - نائلة بنت عمارة الكلبية:

وهي التي استشار معاوية - رضي الله عنه - زوجته ميسون في شأنها، واستمع لنصيحتها، وأخذ بمشورتها، وهذا مما يدل على رجاحة عقل ميسون -كما تقدَّم-.


(١) البداية والنهاية (١١/ ٤٦٣).
(٢) نسب قريش (ص: ١٢٧). وانظر: البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧).
(٣) في إسناده ضعف: أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (١٥٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٢١٤) من طريق محمد بن الحسن الهمداني، عن مُجالد بن سعيد، عن الشعبي؛ به. ومُجالد هذا قال عنه الحافظ في التقريب (٦٤٧٨): "ليس بالقوي"، وقال عن الهمداني هناك (٥٨٢٠): "ضعيف". وثَمَّ أسانيدُ أخر أوهى من هذا في تاريخ دمشق.
وفي سؤالات السُّلمي (رقم: ٢٧٢) قال الدارقطني: "خَطَبَ معاويةُ فقال في خُطبتِه: لولا هوايَ في يزيدَ لأبصرتُ رُشدي". هكذا مرسلاً.
(٤) أنساب الأشراف (٥/ ٢٨٥)، تاريخ الطبري (٥/ ٣٢٩)، البداية والنهاية (١١/ ٤٦٣).

<<  <   >  >>