(٢) ومن هذه الروايات الواهية: ما أخرجه الطبراني في الأوسط (١٨٣٨) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٦٩) - عن عائشة قالت: "لما كان يوم أم حبيبة من النبي - صلى الله عليه وسلم - دق الباب داق، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «انظروا من هذا» قالوا: معاوية، فقال: «ائذنوا له» ودخل، وعلى أذنه قلم له يخط به، فقال: «ما هذا القلم على أذنك يا معاوية؟» قال: قلم أعددته لله ولرسوله. قال: «جزاك الله عن نبيك خيرا، والله ما استكتبتك إلا بوحي من الله عز وجل، وما أفعل من صغيرة ولا كبيرة إلا بوحي من الله عز وجل، كيف بك لو قد قمصك الله قميصا؟» يعني: الخلافة. فقامت أم حبيبة: فجلست بين يديه، فقالت: يا رسول الله، وإن الله مقمص أخي قميصا؟ قال: «نعم، ولكن فيه هنات وهنات وهنات». فقالت: يا رسول الله، فادع له. فقال: «اللهم اهده بالهدى، وجنبه الردى، واغفر له في الآخرة والأولى» ". قال الطبراني عقبه: "لم يرو هذا الحديث عن هشام إلا عبد الله بن يحيى، تفرد به: السري بن عاصم". قلتُ (أحمد): والآفة من السري هذا، فقد وهَّاه ابن عدي، وكذَّبه ابن خراش، وله ترجمة سيئة في لسان الميزان (٤/ ٢٢).