للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان من إبداع العلماء في رد تلك الافتراءات: أن نوَّعوا أساليب المواجهة، وعدَّدوا جبهات الدفاع، فلم يتركوا ثغراً من ثغور هذا الميدان إلا ووقفوا عليه، بل وتقدموا -أحياناً- بالهجوم، فدخلوا معاقل أفكار المعتدين، ودكُّوا حصونها، وأتوا على بنيانها من القواعد؛ فخرَّ السقف على رؤوس أصحابها.

ففريق من هؤلاء الأفذاذ: يتولَّى الكلام عن فضائل الصحابة عامَّةً، مُذكِّراً القارئ بأنَّ معاويةَ داخلٌ في حد الصحبة، فله نصيبه من تلك الفضائل العامَّة.

وآخرون: يُذكِّرون بفضائل معاوية الخاصَّة، عبر كتبٍ وأجزاءَ مُفردَة؛ كما فعل أبو بكر ابن أبي عاصم في كتابه: (فضائل معاوية) (١)، وابنُ أبي الدنيا في كتابه: (حلم معاوية) (٢)، وغيرهما.

وفريقٌ ثالث: يصنِّف في ردِّ الشُّبهات، وتزييف التُّهم الباطلات، كما فعل ابنُ العربي المالكي في كتابه: (العواصم من القواصم)، وشيخ الإسلام ابن تيْميَّة في كتابه: (منهاج السنة النبوية)، وغيرهما.

ولا يتوقَّف الأمر عند هذا الحد؛ بل نجد من هؤلاء العلماء من ضمَّن تصنيفه في العقائد بيان عقيدة أهل السنة في هذا الجيل الرباني الفريد، بوجهٍ عام، كما فعل الطحاويُّ في كتابه: (العقيدة الطحاويَّة)، وابن تيْميَّة في كتابه: (العقيدة الواسطيَّة)، ومن هؤلاء المصنِّفين في العقيدة من ضمَّن تصنيفه شيئا من فضائل معاوية بوجهٍ خاص؛ كما فعل الخلَّال في كتابه: (السُّنَّة)، والآجري في كتابه (الشريعة)، وغيرهما (٣).


(١) ذكره الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (ص: ١٢٣).
(٢) طبعته دار البشائر عام (١٤٢٤ ه= ٢٠٠٣ م)، بتحقيق: إبراهيم صالح.
(٣) وللمعاصرين جهد مشكور لا يُنكر في الدفاع عن أمير المؤمنين معاوية - رضي الله عنه -، وبث فضائله، وتذكير الناس بمكانته؛ من ذلك على سبيل المثال:
- الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية، لعبد العزيز بن حمد بن حامد.

- فتح الواحد العلي في الدفاع عن صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لعبد الله السعد.
- سل السِّنان في الذب عن معاوية بن أبي سفيان، لسعد بن ضبيدان السبيعي.
- درء الغاوية عن الوقيعة في خال المؤمنين معاوية، لزكريا بن علي القحطاني.
- من أقوال المنصفِّين في الصحابي الخليفة معاوية - رضي الله عنه -، لعبد المحسن العبَّاد.
إلى غير ذلك من المؤلَّفات التي سيرد ذكر بعض أسمائها في ثنايا الكتاب.

<<  <   >  >>