للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فرجع صعصعة إلينا فحدثنا عمَّا قال لمعاوية، وما كان منه وما رد، فقلنا: فما ردَّ عليك؟ فقال: لما أردت الانصراف من عنده قلتُ: ما تردُّ علي؟ قال معاويه: سيأتيكم رأيي، فوالله ما راعنا إلا تسريته الخيل إلى أبي الأعور ليكفَّهم عن الماء، قال: فأبرزنا علي إليهم، فارتمينا ثم أَطْعَنَّا، ثم اضطربنا بالسيوف، فنُصرنا عليهم، فصار الماء في أيدينا، فقلنا لا والله لا نسقيهموه، فأرسل إلينا عليٌّ: أن خذوا من الماء حاجتكم، وارجعوا إلى عسكركم، وخلوا عنهم، فإن الله - عز وجل - قد نصركم عليهم بظلمهم وبغيهم» (١).

وأصحُّ من هذه الرواية السابقة ما ذكره حُجْر بن عنبس، حيث قال: «قيل لعليٍّ يوم صفِّين: قد حِيل بيننا وبين الماء, قال: فقال: أرسلوا إلى الأشعث، قال: فجاء، فقال: ائتوني بدرع ابن سهر -رجل من بني براء- فصبها عليه، ثم أتاهم فقاتلهم حتى أزالهم عن الماء» (٢).

وقد وردت روايةٌ تردُّ القتال على الماء من الأصل:


(١) إسناده ضعيف جدا: أخرجه الطبري في تاريخه (٤/ ٥٧١ - ٥٧٢) من رواية أبي مخنف، وقد تقدم الكلام عنه، وقد أشار د. اليحيى في نقده لمرويات أبي مخنف (ص: ٢٩٥) إلى نكارة في المتن تُضعَّف بها القصة، وهي: أن الوليد بن عقبة مات في الرقة معتزلا الفتنة، وكان ابن أبي السرح ممن اعتزلها أيضا.
(٢) إسناده حسن: أخرجه ابن أبي شيبة (٣٧٨٥٥)، وخليفة بن خياط في تاريخه (ص: ١٩٣)، وفي إسناده موسى بن قيس، صدوق، كما في التقريب (٧٠٠٣).

<<  <   >  >>