للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل، وجعل يقول: الموت تحت الأسل، والجنة تحت البارقة» (١).

يقول النوويُّ: «وكانت الصحابة يوم صفِّين يتبعونه -أيْ: عمَّار- حيث توجَّه؛ لعلمهم بأنه مع الفئة العادلة لهذا الحديث» (٢).

ولذلك ندم ابن عمر -لاحقاً- على عدم القتال مع عليٍّ، لأجل هذا الحديث.


(١) إسناده ضعيف، ولبعضه شواهد: أخرجه الطبري في تاريخه (٥/ ٣٨ - ٣٩)، وفي سنده مسلم بن كيسان الأعور، ضعيف، كما في التقريب (٦٦٤١).
فحديث: "ويح عمار، تقتله الفئة الباغية" أخرجه البخاري (٤٤٧)، ومسلم (٢٩١٥) من حديث أبي سعيد الخدري.
وقول عمار: "ائتوني بآخر رزق لي من الدنيا"، له شاهد عند الحاكم (٥٦٦٩) من حديث أبي البختري: "أن عمار بن ياسر، أتي بشربة من لبن، فضحك فقيل له: ما يضحكك، فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: آخر شراب أشربه حين أموت هذا". إلا أن أبا البختري لم يدرك عمارا. انظر: جامع التحصيل (ص: ١٨٣).
والفقرة الأخيرة يشهد لها ما أخرجه أحمد (١٨٨٨٤)، وابن حبان (٧٠٨٠) -بسند صحيح- عن عبدالله بن سلمة قال: "رأيت عمارا يوم صفِّين، شيخا كبيرا، آدم طوالا، آخذا الحربة بيده ويده ترعد، فقال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده، لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعرفت أن مصلحينا على الحق، وأنهم على الضلالة".
(٢) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٣٨).

<<  <   >  >>