للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(إِن العواصم كَانَت أَي عَاصِمَة ... معصومة بتعاليها عَن الرتب)

(جليسة النَّجْم فِي أَعلَى مراتبه ... وطالما غَابَ عَنْهَا وَهِي لم تغب)

(وَمَا نَعته كمعشوق تَمنعهُ ... أحلى من الشهد أَو أشهى من الضَّرْب)

(فَمر عَنْهَا بِلَا غيظ وَلَا حنق ... وَسَار عَنْهَا بِلَا حقد وَلَا غضب)

(تطوي الْبِلَاد وأهليها كتائبه ... طيا كَمَا طوت الْكتاب للكتب)

(أَرض الجزيرة لم تظفر ممالكها ... بِمَالك فطن أَو سائس درب)

(ممالك لم يدبرها مدبرها ... إِلَّا بِرَأْي خصي أَو بعقل صبي)

(حَتَّى أَتَاهَا صَلَاح الدّين فانصلحت ... من الْفساد كَمَا صحت من الوصب)

(وَقد حواها وَأعْطى بَعْضهَا هبة ... فَهُوَ الَّذِي يهب الدُّنْيَا وَلم يهب)

(ومذ رَأَتْ صده عَن ربعهَا حلب ... وَوَصله لبلاد حلوة الخلب)

(غارت عَلَيْهِ ومدت كف مفتقر ... مِنْهَا إِلَيْهِ وأبدت وَجه مكتئب)

(واستعطفته فوافتها عواطفه ... وأكثب الصُّلْح إِذْ نادته عَن كثب)

(وَحل مِنْهَا بأفق غير منخفض ... للصاعدين وبرج غير مُنْقَلب)

(فتح الْفتُوح بلامين وَصَاحبه ... ملك الْمُلُوك ومولاها بِلَا كذب)

وَقَالَ ابْن أبي طي وَكَانَ كثير من الشُّعَرَاء يحرضون السُّلْطَان على فتح حلب مِنْهُم أَبُو الْفضل بن حميد الْحلَبِي لَهُ من قصيدة

(يَا ابْن أَيُّوب لَا بَرحت مدى الدَّهْر ... رفيع الْمَكَان وَالسُّلْطَان)

(حلب الشَّام نَحْو مرآك ولهى ... وَله الصب ريع بالهجران)

<<  <  ج: ص:  >  >>