قَالَ وَلما انْقَضتْ تَعْزِيَة السُّلْطَان بأَخيه خلع على النَّاس فِي الْيَوْم الرَّابِع وَفرق فِي وُجُوه الحلبيين الْأَمْوَال
وَفِي سادس عشر صفر ورد أَصْحَاب عماد الدّين وأحضروا إِلَيْهِ العلائم بتسلم سنجار ونصيبين والخابور فَفِي ذَلِك الْيَوْم سلم قلعة حلب وَأنزل مِنْهَا الْأَمِير طمان وَأَصْحَابه وَلما سلمهَا إِلَى نواب السُّلْطَان ركب عماد الدّين فِي وُجُوه أَصْحَابه وأمرائه وَخرج إِلَى خدمَة السُّلْطَان ظَاهرا وَركب السُّلْطَان إِلَى لِقَائِه فاجتمعا عِنْد مشْهد الدُّعَاء الَّذِي بِظَاهِر حلب من جِهَة الشمَال فتسالما وَلم يترجل أحد مِنْهُمَا لصَاحبه
ثمَّ جَاءَ بعد عماد الدّين وَلَده قطب الدّين فترجل للسُّلْطَان وترجل السُّلْطَان لَهُ وأعتنقه وعادا فركبا وَسَار هُوَ وَأَبوهُ فِي خدمَة السُّلْطَان إِلَى المخيم بالميدان الْأَخْضَر فأجلس السُّلْطَان عماد الدّين مَعَه على طراحته وَقدم لَهُ تقدمة حَسَنَة عشْرين بقجة صفراء فِيهَا مئة ثوب من العتابي والأطلس وَالْمُعتق والممرش وَغير ذَلِك وَعشرَة جُلُود قندس وَخمْس خلع خَاص برسمه ورسم وَلَده ومئة قبَاء ومئة كمة وحجرتين عربيتين بأداتهما وبغلتين مسروجتين وَعشرَة أكاديش وَخمْس قطر بغال وَثَلَاث قطر جمال عربيات وقطار بخت
وَلما فرغ السُّلْطَان من عرض الْهَدِيَّة قدم الطَّعَام فَلَمَّا أصَاب مِنْهُ عماد الدّين نَهَضَ للرُّكُوب وَخرج السُّلْطَان مَعَه وَركب لوداعه وَسَار مَعَه إِلَى قريب من بأبلى وودعه وَعَاد وَسَار عماد الدّين إِلَى بِلَاده
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute