للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ وَفِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سَابِع عشر صفر ركب السُّلْطَان وَصعد إِلَى قلعة حلب وَكَانَ صُعُوده إِلَيْهَا من بَاب الْجَبَل وَسمع وَهُوَ صاعد إِلَى قلعة حلب يقْرَأ {قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك تؤتي الْملك من تشَاء} الْآيَة وَقَالَ وَالله مَا سررت بِفَتْح مَدِينَة كسروري بِفَتْح هَذِه الْمَدِينَة والآن قد تبينت أنني أملك الْبِلَاد وَعلمت أَن ملكي قد اسْتَقر وَثَبت

وَقَالَ صعدت يَوْمًا مَعَ نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى إِلَى هَذِه القلعة فَسَمعته يقْرَأ {قل اللَّهُمَّ مَالك الْملك} الْآيَة

قَالَ وَلما بلغ السُّلْطَان بَاب دَار عماد الدّين قَرَأَ {وأورثكم أَرضهم وديارهم وَأَمْوَالهمْ وأرضا لم تطؤوها} ثمَّ صَار إِلَى الْمقَام فصلى رَكْعَتَيْنِ ثمَّ سجد فَأطَال السُّجُود ثمَّ خرج وَدَار فِي جَمِيع القلعة ثمَّ عَاد إِلَى المخيم وَأطلق المكوس والضرائب وسامح بأموال عَظِيمَة وَجلسَ للهناء بِفَتْح حلب وأنشده جمَاعَة من الشُّعَرَاء مِنْهُم يُوسُف البزاعي لَهُ من قصيدة

(شرفت بسامي مجدك الشَّهْبَاء ... وتجللتها بهجة وضياء)

(أَلْقَت إِلَيْك قيادها وَبهَا على ... كل الْمُلُوك ترفع وإباء)

<<  <  ج: ص:  >  >>