كل مِنْهُم إِلَى بَلَده وَأقَام يُقرر قَوَاعِد حلب وَيُدبر أمورها
قَالَ الْعِمَاد ورجفت أنطاكية بعد ذَلِك رعْبًا فَأرْسل صَاحبهَا جمَاعَة من أُسَارَى الْمُسلمين وانقاد وسارع إِلَى أَمَان السُّلْطَان
وَولى السُّلْطَان الْقَضَاء بحلب محيي الدّين بن الزكي فاستناب فِيهَا زين الدّين نبأ بن الْفضل بن سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بِابْن البانياسي وكشف السُّلْطَان عَن حلب الْمَظَالِم وأزال المكوس وَولى قلعتها سيف الدّين يازكوج وَولى الدِّيوَان نَاصح الدّين إِسْمَاعِيل بن العميد وَجعل حلب باسم وَلَده الْملك الظَّاهِر غَازِي وَكَانَ استصحبه من مصر عِنْد وُصُوله إِلَى الشَّام وَأقر عين تَابَ على صَاحبهَا وَأعْطى تل خَالِد وتل بَاشر بدر الدّين دلدرم بن بهاء الدولة بن ياروق وَأعْطى قلعة عزاز علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر
قلت وَفِي توقيع إِسْقَاط المكوس عَن حلب من كَلَام الْفَاضِل عَن السُّلْطَان وانْتهى إِلَيْنَا أَن بِمَدِينَة حلب رسوما استمرت الْأَيْدِي على تنَاولهَا والألسنة على تداولها وفيهَا بالرعاة إرفاق وبالرعايا إِضْرَار وَلها مِقْدَار إِلَّا عِنْد من كل شَيْء عِنْده بِمِقْدَار مِنْهَا مَا هُوَ على الأثواب المجلوبة وَمِنْهَا مَا هُوَ على الدَّوَابّ المركوبة وَمِنْهَا مَا هُوَ فِي المعايش الْمَطْلُوبَة