للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الستائر حَتَّى ترنمت لصخرها وعاطتها كفة المنجنيق عقار عقرهَا فالسور الْمُقَابل للمنجنيقات قد انْهَدَمت أبراجه وأبدانه وانهدت قَوَاعِده وأركانه وَلَوْلَا الخَنْدَق الَّذِي هُوَ وَاد من الأودية وَاسع عميق لما تعذر إِلَى الزَّحْف إِلَيْهِم والهجم عَلَيْهِم طَرِيق

وَمن كتاب آخر الْحصن الَّذِي نَحن حاضروه وحاصروه فِي حصانة الحصانة قد هدت الْحِجَارَة مِنْهُ مَا أحكموه بِالْحِجَارَةِ وَغدا عَلَيْهِ بالتخريب مَا أعدوه للعمارة فقسي المنجنيقات ترمي وَلَا ترنم سهامها ويستديم من أَعدَاء الله ومعقلهم بِالْقَتْلِ وَالْهدم انتقامها فَمَا قَابل المنجنيقات من الأبراج والأبدان قد أَتَى التخريب على مَا فِيهِ من الْعمرَان فَلم يبْق إِلَّا طم الخَنْدَق وَالْأَخْذ بعد ذَلِك من الْعَدو بالمخنق والقلوب واثقة بِحُصُول الْفَتْح وَقد علم كل وَاحِد منا أَن متجره قد فَازَ بِالرِّبْحِ فَمَا يسمع منا بِحَمْد الله من أحد ملل وَلَا ضجر وَلَا تسفر هَذِه النّوبَة إِن شَاءَ الله تَعَالَى إِلَّا عَن نصر وظفر

قَالَ الْعِمَاد ورحل السُّلْطَان من رَأس المَاء على طَرِيق الظليل والزرقاء وعمان والبلقاء ثمَّ الرقيم وزيزاء والنقوب واللجون ثمَّ أدر ثمَّ الربة وَذَلِكَ فِي بلد مآب فَلَمَّا تلاحقت العساكر نزل على وَادي الكرك وَنصب عَلَيْهَا تِسْعَة مجانيق صفا قُدَّام الْبَاب فهدمت السُّور الْمُقَابل لَهَا وَلم يبْق مَانع إِلَّا الخَنْدَق الْوَاسِع العميق وَهُوَ من الأودية الهائلة والمهاوي الحائلة والمهالك الغائرة الغائلة وَلم يكن فِي الرَّأْي إِلَّا طمه وملؤه بِكُل مُمكن وردمه فعد ذَلِك من الْأُمُور الصعاب وَتعذر لحزونة

<<  <  ج: ص:  >  >>