للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليله وَجِئْنَا نَحن عِنْد إسفار فجره وَقد كَانَت الصَّخْرَة مستصرخة ومطايا الْكفْر بكلاكلها عَلَيْهَا منوخة فأجيبت دعوتها وأصينت حظوتها وتناثرت على حجرها يَوَاقِيت الشفاه وقوبلت قبلتها بقبل الأفواه ودنا الْمَسْجِد الْأَقْصَى للقاصي والداني وَزَالَ رين العائن وقرت عين الراني

هَذَا فتح عَظِيم قدره جسيم فخره فَاضل عصره كَامِل نَصره غير منسي إِلَى يَوْم الْحَشْر ذكره وَقد اقتض بِنَا بكره واقتضي بسيفنا وتره وزهر زهره وَظهر قهره وَهلك الْكَافِر وكفره وَجَاء من نعم الله مَا لزم على الْأَبَد شكره

أَبينَا إِلَّا إحراقهم بنيران الصوارم وإغراقهم فِي أمواه الطلى والجماجم وتسلمنا الْقُدس فِي يَوْم كَانَت فِي مثل ليلته لَيْلَة الْمِعْرَاج وحنت الصَّخْرَة حنين جذع المعجزة الأولى فِي ظلمَة لَيْلهَا إِلَى ذَلِك السراج الْوَهَّاج وَالْحَمْد لله على سلوك مَا وضح من الْمِنْهَاج ونضوب مَا كَانَ نبع من الأجاج وخلا بَيت الله لقصد الْحَاج وَصدق الْحَاج

مبشرة بِمَا فضل الله بِهِ عصرنا وَعجل بِهِ نصرنَا ونظم بِهِ سلكنا وطرز بِهِ ملكنا وَهُوَ فتح بَيت الله الْمُقَدّس الَّذِي غلق رَهنه دهرا واغتصبت من الْإِسْلَام قهرا وارتد كفرا وامتدت بِهِ الْأَيَّام عمرا فعمرا وتقاصرت الهمم عَن استفتاحه وأصلد زند الْمُلُوك فِيهِ فعجزوا عَن اقتداحه ونزلوا بالرغم على التمَاس الْكفْر واقتراحه وَاحْتَملُوا لحفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>