للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ ان السُّلْطَان أَمر النَّاس بالتراجع وَلم يفقد أحد من الْمُسلمين فِي ذَلِك الْيَوْم سوى عشرَة أنفس غير معروفين

وَلما أحس جند الله بعكا بِمَا جرى بَين الْمُسلمين وَبَين الْعَدو من الْوَقْعَة فَإِنَّهُم كَانُوا يشاهدون الوقعات من أعالي السُّور خَرجُوا إِلَى مخيم الْعَدو من الْبَلَد وَجرى بَينهم مقتلة عَظِيمَة وَكَانَت النُّصْرَة وَالْحَمْد لله للْمُسلمين بِحَيْثُ هجموا خيام الْعَدو ونهبوا مِنْهَا جمعا من النسوان والأقمشة حَتَّى الْقُدُور وفيهَا الطَّعَام وَوصل كتاب من عكا يخبر بذلك

وَاخْتلف النَّاس فِي عدد الْقَتْلَى مِنْهُم فَذكر قوم أَنهم ثَمَانِيَة آلَاف وَقَالَ آخَرُونَ سَبْعَة آلَاف وَلم ينقصهم حازر عَن خَمْسَة آلَاف وَلَقَد شاهدت مِنْهُم خَمْسَة صُفُوف أَولهَا فِي خيم الْعَادِل وَآخِرهَا فِي خيم الْعَدو وَلَقَد لقِيت إنْسَانا عَاقِلا جنديا يسْعَى بَين صُفُوف الْقَتْلَى ويعدهم فَقلت لَهُ كم عددت فَقَالَ إِلَى هَاهُنَا أَرْبَعَة آلَاف ونيفا وَسِتِّينَ قَتِيلا وَكَانَ قد عد صفّين وَهُوَ فِي الصَّفّ الثَّالِث لَكِن مَا مضى من الصُّفُوف أَكثر عددا من الْبَاقِي

قَالَ وَجَاء من الْغَد نجاب لَهُ عَن حلب خَمْسَة أَيَّام بِكِتَاب يتَضَمَّن أَن جمَاعَة عَظِيمَة من الْعَدو الشمالي خَرجُوا للنهب بأطراف الْبِلَاد الإسلامية ونهض الْعَسْكَر الْحلَبِي إِلَيْهِم وَأخذ عَلَيْهِم الطَّرِيق فَلم ينج مِنْهُم أحد إِلَّا من شَاءَ الله

<<  <  ج: ص:  >  >>