للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ وَجَاء فِي لَيْلَة ذَلِك الْيَوْم من اليزك من ذكر أَن الْعَدو قد سَأَلَ من جَانب السُّلْطَان من يصل إِلَيْهِم ليسمع مِنْهُم حَدِيثا فِي سُؤال الصُّلْح لضعف حل بهم وَلم يزل الْعَدو من حِينَئِذٍ مكسور الْجنَاح منهاض الْجَانِب حَتَّى وصلهم كند يُقَال لَهُ كندهري وَسَيَأْتِي ذكره

وَقَالَ الْعِمَاد وَلما شاع عِنْد الفرنج خبر وُصُول الألمانية قَالُوا إِذا وصل ملكهم وَنكى فِي الْمُسلمين انْكَسَرَ ناموسنا وتطأطأت عِنْده رؤوسنا

فَذكر الْوَقْعَة بِمَعْنى مَا تقدم إِلَى أَن قَالَ وَوصل السُّلْطَان وَشَاهد من مساءة الفرنج مَا سره وَعرف لطف الله وبره وَنَصره وعاين هُنَاكَ مصَارِع الْأَعْدَاء ومشارع الْبلَاء وَكَانُوا مفروشين فِي مدى فَرسَخ على الأَرْض وهم فِي تِسْعَة صُفُوف من تلال الرمل إِلَى الْبَحْر بِالْعرضِ وكل صف يزِيد على ألف قَتِيل وشاع الْقَتْل فِي الفرنج فِي كل قبيل وَكَانَت هَذِه النّوبَة بِلَا نائبة والغزوة بِلَا شَائِبَة وَقتل مِنْهُم زهاء عشرَة آلَاف وَلم يبلغ من اسْتشْهد من أَتبَاع الْعَسْكَر عشرَة فاغتنمها تِجَارَة رابحة وغنيمة ميسرَة

قَالَ وَلما عرفت بالواقعة والنصرة الجامعة صدرت ثَلَاثِينَ أَرْبَعِينَ كتابا بالبشارات بأبلغ الْمعَانِي وأبرع الْعبارَات وَقلت إِذا نزل السُّلْطَان وجد الْكتب حَاضِرَة ولأرى الْبشَارَة شائرة

<<  <  ج: ص:  >  >>