عِنْدهم فَإِن عَادوا بِمَا نُرِيد أدخلناهم فِي الصُّلْح وَإِلَّا فَلَا وَأما الْبِلَاد الَّتِي سَأَلَهَا فَلَا يُوَافق الْمُسلمُونَ على دَفعهَا إِلَيْهِ وَإِلَّا فَلَا قدر لَهَا وَأما سور عسقلان فَيَأْخُذ فِي مُقَابلَة مَا خسر عَلَيْهِ لدا فِي الوطاة
ثمَّ عَاد الرَّسُول وَقَالَ إِن الْملك قَالَ لَا يمكننا أَن نخرب من عسقلان حجرا وَاحِدًا وَلَا يسمع عَنَّا فِي الْبِلَاد مثل ذَلِك وَأما الْبِلَاد فحدودها مَعْرُوفَة لَا مناكرة فِيهَا وَعند ذَلِك تأهب السُّلْطَان لِلْخُرُوجِ إِلَى جِهَة الْعَدو وَإِظْهَار الْقُوَّة وَشدَّة الْعَزْم على اللِّقَاء
وبلغه فِي الْعَاشِر من رَجَب أَن الفرنج - خذلهم الله - قد رحلوا طَالِبين نَحْو بيروت فبرز من الْقُدس إِلَى منزلَة يُقَال لَهَا الجيب وَجَاء الْعَادِل من الشرق وَالظَّاهِر من حلب ورحل من الجيب إِلَى بَيت نوبَة ثمَّ رَحل إِلَى الرملة فَنزل بهَا على تلال بَين الرملة ولد وَركب جَرِيدَة حَتَّى أَتَى يازور وَبَيت دجن وأشرف على يافا ثمَّ نزل عَلَيْهَا من الْغَد ورتب عسكره فِي الميمنة وَلَده الظَّاهِر وَفِي الميسرة أَخُوهُ الْعَادِل وَركب المنجنيقات وزحف عَلَيْهَا فَأرْسل الْعَدو رسولين نَصْرَانِيّا وفرنجيا يطلبان الصُّلْح فَطلب مِنْهُم قَاعِدَة الْقُدس وقطيعته فَأَجَابُوا إِلَى ذَلِك واشترطوا أَن ينْظرُوا إِلَى يَوْم السبت تَاسِع عشر رَجَب فَإِن جَاءَتْهُم نجدة وَإِلَّا تمت الْقَاعِدَة على مَا اسْتَقر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute