وَقَالَ فِي الْفَتْح عبرنا عمل صيدا يسرة وَعمل وَادي التيم يمنة وعرسنا على مرج تلفياثا مُقَابل مرج القنعبة ودفعنا إِلَى سلوك المسالك الصعبة ورحلنا يَوْم الثُّلَاثَاء إِلَى الْبِقَاع فخيمنا على جسر كامد وَيَوْم الْأَرْبَعَاء بِنَاحِيَة قب إلْيَاس وَدخل يَوْم الْخَمِيس بيروت وَبهَا وإليها عز الدّين سامة فاهتم لَهُ بالكرامة
وَلما أَرَادَ عَن بيروت الِانْفِصَال فِي الْحَادِي وَالْعِشْرين من شَوَّال قيل لَهُ إِن الابرنس الْأَنْطَاكِي بيمند مَعَ عِصَابَة من الْوَفْد وصل إِلَى الْخدمَة مستمسكا بِحَبل الْعِصْمَة
فَثنى عنانه وَنزل وَأقَام وَمَا ارتحل وَأذن للابرنس فِي الدُّخُول وشرفه فِي حَضرته بالمثول وقربه وآنسه وَرفع مَجْلِسه وَكَانَ مَعَه من مقدمي فرسانه أَرْبَعَة عشر بارونيا فوهب كلا مِنْهُم تَشْرِيفًا سريا وأجزل لَهُ وَلَهُم الْعَطاء وَأبْدى بهم الاعتناء وَكتب لَهُ من مناصفات أنطاكية معيشة بمبلغ عشْرين ألف دِينَار وَخص أَصْحَابه بمبار وَأَعْجَبهُ استرساله إِلَيْهِ ودخوله بِغَيْر أَمَان عَلَيْهِ فَلَا جرم تَلقاهُ بالاحسان وَوَافَقَهُ وودعه يَوْم الْأَحَد وفارقه
وَكَانَت الأثقال قد انْتَقَلت من قب إلْيَاس إِلَى مرج فلميطية من الْبِقَاع فَبَاتَ بمخيمه وَعبر يَوْم الِاثْنَيْنِ عين الْجَرّ إِلَى مرج يبوس وَقد زَالَ البوس وَهُنَاكَ توافد أَعْيَان دمشق وأماثلها وأفاضلها وفواضلها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute