للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزلنا يَوْم الثُّلَاثَاء بالعرادة وَجرى الملتقون بالطرف والتحف على الْعَادة وأصبحنا يَوْم الْأَرْبَعَاء إِلَى جنَّة دمشق داخلين بِسَلام آمِنين لَوْلَا أننا غير خَالِدين وَكَانَت غيبَة السُّلْطَان عَنْهَا طَالَتْ أَربع سِنِين فأخرجت دمشق أثقالها وأبرزت نساءها ورجالها فَكَانَ يَوْم الزِّينَة وَخرج كل من فِي الْمَدِينَة وَحشر النَّاس ضحى وأشاعوا استبشارا وفرحا

وَكَانَت غيبَة السُّلْطَان فِي الْجِهَاد طَالَتْ فاهتزت بقدومه واختالت وقرت بفضائله الْأَعْين وأقرت بفواضله الألسن وأبدوا وُجُوه الاستبشار وألسن الاسْتِغْفَار وأعين الاستعبار وَرفعُوا أَيدي الابتهال بِصَالح الدُّعَاء عَن خَالص الْوَلَاء وَجَاء ربيع الْفضل فِي فصل الخريف واتصل تليد الْجد بالطريف واتسع فضاء الْفَضَائِل وارتدع جاه الْجَاهِل وَحل فِي القلعة حُلُول الشَّمْس فِي برجها وَأخذت بحار سماحه فِي موجها وَجلسَ فِي دَار الْعدْل فَأجَاب وأجار وأنال وأنار وَخرجت السّنة وَالسُّلْطَان فِي أَسْنَى سنائه وأبهى جَلَاله وَأجلى بهائه وَالنَّاس راتعون فِي رياض نعمائه ورسل المماليك الغربية والشرقية يخطبونه ويطلبونه وينتظرون عزمه ويرقبونه وَهُوَ يعدهم بانحسار الشتَاء وانكساره وابتسام ثغر الرّبيع وافتراره

وأقمنا على هَذَا الْعَزْم إِلَى آخر السّنة وَالسُّلْطَان مشتغل بالصيد والقنص منتهز من الْعُمر للفرص وَقرب الْعلمَاء وَأكْرم

<<  <  ج: ص:  >  >>