للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيدت إِلَيْهِ عراب فَقيل لَهُ كَانَ السُّلْطَان يضيع هَذِه وَمَا عِنْده لَهَا حِسَاب ونسبوا جوده بهَا إِلَى السَّرف وعدوه من معايبه وأعرضوا عَن ذكر مفاخره ومناقبه وبمثل ذَلِك استتبت لَهُ الْفتُوح وخلصت لَهُ طَاعَة كتائبه

قَالَ فِي الْفَتْح وَكَانَ لَا يلبس إِلَّا مَا يحل لبسه وتطيب بِهِ نَفسه كالكتان والقطن وَالصُّوف وَكسوته يُخرجهَا فِي إسداء الْمَعْرُوف

وَكَانَت محاضره مصونة من الْحَظْر وخلواته مُقَدَّسَة بِالطُّهْرِ ومجالسه منزهة من الهزء والهزل ومحافله حافلة آهلة بِأَهْل الْفضل وَمَا سَمِعت لَهُ قطّ كلمة تسْقط وَلَا لَفْظَة فظة تسخط ويغلظ على الْكَافرين الفاجرين ويلين للْمُؤْمِنين الْمُتَّقِينَ

ويؤثر سَماع الْأَحَادِيث بِالْأَسَانِيدِ ويكلم الْعلمَاء عِنْده فِي الْعلم الشَّرْعِيّ الْمُفِيد وَكَانَ لمداومة الْكَلَام مَعَ الْفُقَهَاء ومشاركة الْقُضَاة فِي الْقَضَاء أعلم مِنْهُم بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة والأسباب المرضية والأدلة المرعية

وَكَانَ من جالسه لَا يعلم أَنه جليس السُّلْطَان بل يعْتَقد أَنه جليس أَخ من الإخوان وَكَانَ حَلِيمًا مقيلا للعثرات متجاوزا عَن الهفوات تقيا نقيا وفيا صفيا ويغضي وَلَا يغْضب ويبشر وَلَا

<<  <  ج: ص:  >  >>