للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَ يرضى من الْأَعْمَال بِمَا يحمل صفوا عفوا وَيحصل عذبا حلوا وَكله يخرج فِي الْجُود وَالْجهَاد ثمَّ لم يرض لَهُ بالعطلة فولاه ديوَان جَيْشه

قَالَ وَلما كُنَّا بِظَاهِر حران عَم بصدقاته الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَكتب إِلَى نوابه فِي الولايات بِإِخْرَاج الصَّدقَات وَقَالَ لي اكْتُبْ إِلَى الصفي بن الْقَابِض بِدِمَشْق أَن يتَصَدَّق بِخَمْسَة آلَاف دِينَار صورية فَقلت لَهُ الذَّهَب الَّذِي عِنْده مصري فَقَالَ فَيتَصَدَّق بِخَمْسَة آلَاف دِينَار مصرية وأشفق من صرف الْمصْرِيّ بالصوري فَيكون حَرَامًا ويرتكب فِي كسب الْأجر آثاما فسمح ومنح وتاجر الله وَربح

وَلما عزم على الرحيل من حران أَفَاضَ بهَا الْفضل وَبث الاحسان وَقَالَ لي انْظُر يَوْم الرحيل كم بَقِي بِالْبَابِ من الوافدين أَبنَاء السَّبِيل وَهَذِه ثَلَاث مئة دِينَار اقسمها عَلَيْهِم بالقلم على أقدارهم وَكَانُوا عدَّة يسيرَة لم تبلغ عشرَة فعينت لكل اسْم قسما فَبلغ أَربع مئة دِينَار فأعلمته وَقلت أنقص من كل اسْم ربعا فَقَالَ أجر مَا جرى بِهِ الْقَلَم

قَالَ وَكَانَ رَحمَه الله إِذا أطلق لعاف عارفه وَقلت لَهُ هَذِه مَا تكفيه ردهَا مضاعفة

<<  <  ج: ص:  >  >>