حمص والمناظر والرحبة وبعلبك وَمَا يجْرِي مَعهَا فِي المملكة الْأَفْضَلِيَّة دَاخِلَة وَقدم عَلَيْهِ سلطاناهما الْملك الْمُجَاهِد والأمجد إِلَى دمشق فتأكدت بَينهم الْقَرَابَة والألفة
وَلما اسْتَقر الْأَفْضَل بِدِمَشْق فِي مقَام وَالِده قدم إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز نجابين بإنهاء الْحَال ثمَّ ندب ضِيَاء الدّين ابْن الشهرزوري فِي الرسَالَة وأصحبه عدَّة وَالِده فِي الْغُزَاة وسيفه وَدِرْعه وحصانه وأضاف إِلَى ذَلِك من الْهَدَايَا والتحف وَالْخَيْل العراب مَا استنفد وَسعه وإمكانه فَمَا تهَيَّأ مسير الرَّسُول إِلَّا فِي أَوَاخِر جُمَادَى الْآخِرَة حَتَّى حصل كل مَا أَرَادَ من الْهَدَايَا الفاخرة وَحَتَّى كَاتب مصر وحلب وَأعلم بمسير رَسُوله حَتَّى لَا يظنّ أَنه انْفَرد بسوله وَقصد مداراة إخْوَته وَفضل بِفضل نخوته وَذَلِكَ بعد أَن جدد نقش الدِّينَار وَالدِّرْهَم بسمتي أَمِير الْمُؤمنِينَ وَولي الْعَهْد عدَّة الدّين
وَقَالَ ابْن القادسي وَفِي يَوْم الثُّلَاثَاء مستهل رَمَضَان حمل ابْن الشهرزوري مَا كَانَ أَصْحَبهُ الْأَفْضَل من حمل الشَّام إِلَى الدِّيوَان الْعَزِيز وَهُوَ صَلِيب الصلبوت الَّذِي كَانَ قد أَخذه وَالِده وَذكر أَنه ذهب يزِيد على الْعشْرين رطلا مرصعا بالجواهر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute