للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَعَهُ خَادِم مُخْتَصّ بخدمته وَحمل فرس أَبِيه وزرديته وخوذته وَكَانَت صفراء مذهبَة ودبوس حَدِيد وَسيف وَأَرْبع زرديات وَقَالُوا هَذِه تركته وَبهَا كَانَ يُقَاتل وتحفا جمة من الثِّيَاب وَحمل فِي جملَة التحف أَربع جوَار من بَنَات مُلُوك الرّوم فِيهِنَّ ابْنة بيرزان وَبنت صَاحب جبلة

قَالَ الْعِمَاد وَأَمرَنِي بإنشاء الْكتب وتحريرها وتقريب الْمَقَاصِد وتقريرها مِنْهَا أصدر العَبْد هَذِه الْخدمَة وصدره منشرح بِالْوَلَاءِ وَقَلبه معمور بالصفاء وَيَده مَرْفُوعَة إِلَى السَّمَاء للابتهال بِالدُّعَاءِ وَلسَانه نَاطِق بشكر النعماء وجنانه ثَابت من المهابة والمحبة على الْخَوْف والرجاء وطرفه مغض من الْحيَاء وَهُوَ للْأَرْض مقبل وللفرض متقبل وَهُوَ يمت بِمَا قدمه وأسلفه من الخدمات وذخره ذخر الأقوات لهَذِهِ الْأَوْقَات

وَقد أحاطت الْعُلُوم الشَّرِيفَة بِأَن الْوَالِد السعيد الشَّهِيد الشَّديد السديد المبير للشرك المبيد لم يزل أَيَّام حَيَاته وَإِلَى سَاعَة وَفَاته مُسْتَقِيمًا على جدد الْجد مستنيما فِي صون فَرِيضَة الْجِهَاد إِلَى بذل الْجهد ومصر بل الْأَمْصَار بِاجْتِهَادِهِ فِي الْجِهَاد شاهدة والأنجاد والأغوار فِي نظر عزمه وَاحِدَة وَالْبَيْت الْمُقَدّس من فتوحاته وَالْملك الْعَقِيم من نتائج عزماته

<<  <  ج: ص:  >  >>