للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهُوَ الَّذِي ملك مُلُوك الشّرك وغل أعناقها وَأسر طواغيت الْكفْر وَشد خناقها وقمع عَبدة الصلبان وقصم أصلابها وَجمع كلمة الايمان وعصم جنابها ونظم أَسبَابهَا وسد الثغور وسدد الْأُمُور وَقبض وعدله مَبْسُوط وَأمره محوط ووزره محطوط وَعَمله بالصلاح مَنُوط

وَمَا خرج من الدُّنْيَا إِلَّا وَهُوَ فِي حكم الطَّاعَة الامامية دَاخل وبمتجرها الرابح إِلَى دَار المقامة راحل وَلم تكن لَهُ وَصِيَّة إِلَّا بالاستمرار على جادتها والاستكثار من مادتها وَإِن مضى الْوَالِد على طَاعَة إِمَامه فالمماليك أَوْلَاده وأخواه فِي مقَامه

قَالَ وَتَوَلَّى وَلَده الْملك الْعَزِيز أَبُو الْفَتْح عُثْمَان مصر وَجَمِيع أَعمالهَا وأبقاها على اعتدالها ونفاها من شوائب اختلالها واعتلالها وَأَحْيَا سنتي الْجُود والباس وَثَبت الْقَوَاعِد من حسن السياسة على الأساس وَأطلق كل مَا كَانَ يُؤْخَذ من التُّجَّار وَغَيرهم باسم الزَّكَاة وضاعف مَا كَانَ يُطلق برسم العفاة

وَقدم أَمر بَيت الله الْمُقَدّس وَعجل لَهُ عشرَة آلَاف دِينَار مصرية لتصرف فِي وُجُوه ضَرُورِيَّة ثمَّ أمده بِالْحملِ وأفاض عَلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>