للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الْفضل وَقرر واليه عز الدّين جرديك على ولَايَته وقوى يَده برعايته ووالى حمل الغلات من مصر إِلَى الْقُدس وأبدل وحشته بوفاة وَالِده من وَفَاته بالأنس

ثمَّ أشْفق من غدر الفرنج فِي فسخ الْهُدْنَة فَأتى من تجهيز العساكر إِلَى الْبَيْت الْمُقَدّس بِكُل مَا فِي المكنة ثمَّ سمع بحركة المواصلة وَمن تَابعهمْ وبايعهم وشايعهم وَقد خَرجُوا فِي إِيمَانهم حانثين ولعقد أَيْمَانهم ناكثين فخيم ببركة الْجب وَاسْتَشَارَ أمراءه أهل الرَّأْي واللب وجهز جَيْشًا فوصلوا إِلَى دمشق وَقد فرغ الْعَادِل من حَرْب الْقَوْم وسلمهم وهز مِنْهُم أعطاف الاستكانة لَهُ بعد هَزَمَهُمْ فَرَأى أَن الْحَمد أَعُود وَالْعود أَحْمد

قَالَ وَتَوَلَّى حلب وأعمالها وحصونها ومعاقلها وكرائم الْبِلَاد وعقائلها الْملك الظَّاهِر غَازِي وَهُوَ برجاحته وسماحته الطود والجود الموازن الموازي وَملك مملكة أقطارها وَاسِعَة وأمصارها شاسعة فحماها وحواها وبماء الْعدْل رَوَاهَا وقواها وَأقر البيرة وأعمالها وَمَا يجْرِي مَعهَا على أَخِيه الْملك الزَّاهِر مجير الدّين دَاوُد وَدخل فِي أمره صَاحب حماه ابْن تَقِيّ الدّين فأعزه وحماه

<<  <  ج: ص:  >  >>