قلت وَهُوَ مأوى ذُرِّيَّة وَالِده وَبَقِي الْملك مِنْهُم فِي عقبه وأنحاز كل من إخْوَته وَأَوْلَادهمْ إِلَيْهِ وعولوا فِي تمشية أُمُورهم عَلَيْهِ وَالْأَمر مُسْتَمر على ذَلِك فِي عقبه إِلَى الْآن وَالله تَعَالَى ولي الْإِحْسَان
ثمَّ زَالَ ملك هَذَا الْبَيْت فِي صفر سنة ثَمَان وَخمسين وست مئة بِسَبَب غَلَبَة التتار الْكَفَرَة على الْبِلَاد {وَالله بَصِير بالعباد}
وَمن كَلَام القَاضِي الْفَاضِل فِي جَوَاب كتاب ورد عَلَيْهِ مِنْهُ بعد موت السُّلْطَان مَتى رأى الْمَمْلُوك خطّ مَوْلَانَا طالعا فِي كتاب وطليعة على خطاب تمثل ذَلِك الشَّخْص الْكَرِيم وَذَلِكَ السُّلْطَان الْعَظِيم وَذَلِكَ الْخلق الْكَرِيم وَذَلِكَ الْعَهْد الْقَدِيم فحيي بعد مَوته وَسبح من يحيي الْعِظَام وَهِي رَمِيم وَرفع يَده بِمَا الله رافعه ودعا بِصَالح الله سامعه
قَالَ الْعِمَاد وَكَانَ الْملك الْعَادِل مَعَ السُّلْطَان فِي الصَّيْد قبل وَفَاته وَكَانَ موافقه ومرافقه فِي مقتضياته فَلَمَّا عَاد السُّلْطَان إِلَى دمشق ودعه وَمضى إِلَى حصنه بالكرك فنابه النَّائِب وَلم يحضر وَقت احتضاره الْأَخ الْغَائِب فَلَمَّا عرف وصل إِلَى دمشق بعد أَيَّام وَلم يطلّ الْمقَام ورحل طَالبا لبلاده بالجزيرة حذرا عَلَيْهَا من أهل الجريرة