وَكَانَ السُّلْطَان جعل لَهُ كل مَا هُوَ شَرْقي الْفُرَات من الْبِلَاد والولايات فَلَمَّا وصل إِلَى الْفُرَات وجد مِمَّا خافه دَلَائِل الفترات فَأَقَامَ بقلعة جعبر وسير إِلَى الولايات الْوُلَاة ووصى برعاياه الرُّعَاة واستناب فِي ميافارقين وحاني وسميساط وحران والرها وشحنها بالشحن وَعلم العدى أَنه فِي خف فخفوا وعرضوا وصفوا وَكَانَ سيف الدّين بكتمر صَاحب خلاط قد استبشر بِمَوْت السُّلْطَان وتلقب بِالْملكِ النَّاصِر وَحدث أمله بجر العساكر وراسل صَاحِبي الْموصل وسنجار وطير إِلَيْهِم كتب الاستنفار وَضم إِلَيْهِ من ماردين ماردين وطار وطاش وارتاش وانتاش فَبينا هُوَ فِي أثْنَاء ذَلِك قتلته الاسماعيلية بخلاط رَابِع عشر جُمَادَى الأولى سنة تسع وَثَمَانِينَ
وَأول من بَدَأَ أمره بِالْخرُوجِ على بِلَاد السُّلْطَان مُتَوَلِّي ماردين وَنزل على حصن الموزر وَهَذَا الْحصن كَانَ السُّلْطَان اقتطعه عَن أَعمال ماردين حِين صَالح أَهلهَا وأضافه إِلَى نَائِبه بالرها ثمَّ تحرّك عز الدّين أتابك صَاحب الْموصل وَأَخُوهُ عماد الدّين زنكي صَاحب سنجار بنصيبين وَأَرْسلُوا إِلَى الْعَادِل تخرج من بِلَادنَا وَتدْخل فِي مرادنا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute