على عَادَته فِي هَيئته الوزيرية فبغته وشحته وَقَبضه وأثبته ووكل بِهِ فِي خيمة ضربهَا لَهُ وحاول إمهاله فجَاء من الْقصر من يطْلب رَأسه ويعجل من الْعُمر يأسه وَجَاء الرَّسُول بعد الرَّسُول وأبوا أَن يرجِعوا إِلَّا بنجح السُّول فَحم حمامه وَحمل إِلَى الْقصر هامه
قلت وَبَلغنِي أَن الَّذِي بَاشر حز رَقَبَة شاور هُوَ عز الدّين جرديك وَكَانَ صَلَاح الدّين لما لقِيه فِي اصحابه سَار بجنبه وَأَرَادَ إِفْرَاده عَن الْعَسْكَر فالتمس مِنْهُ الْمُسَابقَة بفرسيهما فَأَجَابَهُ وَوَافَقَهُمَا فِي ذَلِك جُرديك وَكَانَ ذَلِك عَن أَمر قد تقرر فحركوا خيلهم فَلَمَّا بعدوا عَن الْعَسْكَر ووقفوا قبض صَلَاح الدّين وجرديك على شاور وَأدْخل الْخَيْمَة
وَقد كثر هجاء شاور بغدره ومكره حَتَّى قَالَ عرقلة
(لقد فَازَ بِالْملكِ الْعَقِيم خَليفَة ... لَهُ شيركوه العاضديُّ وَزِير)
(كَأَن ابْن شاذي وَالصَّلَاح وسيفه ... عَليّ لَدَيْهِ شبر وشّبير)
(هُوَ الْأسد الضاري الَّذِي جلّ خطبه ... وشاور كلب للرِّجَال عقور)
(بغى وطغا حَتَّى لقد قَالَ قَائِل ... على مثلهَا كَانَ اللعين يَدُور)
(فَلَا رحم الرَّحْمَن تربة قَبره ... وَلَا زَالَ فِيهَا مُنكر وَنَكِير)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute