للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفَاته من اعظم الخطوب فَإِنَّهُ كَانَ قد ألْقى الله تَعَالَى الْمحبَّة لَهُ فِي جيمع الْقُلُوب وَظهر مِنْهُ من حسن الطَّرِيقَة مَالا يُمكن التَّعْبِير عَنهُ فَمَا رَاع النَّاس إِلَّا وَفَاته وَلم يطلّ بِهِ الْمَرَض فَإِنَّهُ امْتنع عَن النَّاس يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ قصد إِلَى منزله فَوجدَ مَيتا فَعظم الْمُصَاب وَاجْتمعَ لدفنه من النَّاس خلق كثير وأرخ وَفَاته الأديب أَحْمد بن حُسَيْن الركيحي بقوله

(هَذَا ضريح الْوَاعِظ الْمُنْتَقى ... عَلامَة الْعَصْر فصيح اللِّسَان)

(العابد الأواه شمس العلى ... وَمن لَهُ فِي كل حكم بَيَان)

(فاق أهليه وجيرانه ... وَجَاء يسْعَى من ذرا أصفهان)

(فاجتاحه الْمَوْت على غربَة ... جرع فِيهَا بكؤوس الهوان)

(فضاعف الله لَهُ أجره ... فَهُوَ ولى الْعَفو والامتنان)

(قد صافحته الْحور فِي جنَّة ... وعانقته القاصرات الحسان)

(ناداه رضوَان بتاريخه ... يَا خلد إِبْرَهِيمُ أَسْنَى الْجنان)

سنة ١١٥٠

وقبره جنوبى مَدِينَة صنعاء مزور وَلِلنَّاسِ فِيهِ حسن اعْتِقَاد ثمَّ لما توفى تطلب النَّاس من يخلفه على الكرسى الذى كَانَ يقْعد عَلَيْهِ للوعظ فخلفه السَّيِّد الإِمَام مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْأَمِير ثمَّ تخلف عَنهُ فَكتب إِلَيْهِ الأديب الركيحي الْمَذْكُور

(أرى غرس إِبْرَاهِيم مازال ينتمي ... فمنك اجتنينا بعده ثَمَر الْغَرْس)

(فدع جسدا ملقى بكرسى غَيره ... فانك أولى بالقعود على الكرسى) فاجاب السَّيِّد مُحَمَّد الْأَمِير بقوله

(صفى الْهدى ابدعت فِيمَا نظمته ... فدَاك بَنو الآدب بِالْمَالِ وَالنَّفس)

<<  <   >  >>