الْإِمَامَة الْعُظْمَى ثمَّ تنحى للْإِمَام المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل بن الْقَاسِم وانْتهى الْأَمر إِلَى ارْتِفَاع الِاخْتِلَاف وَوُقُوع الائتلاف وَوصل الإِمَام المتَوَكل على الله فاقطعه مَدِينَة رغافة وَمَا إِلَيْهَا من الْبِلَاد وأسعفه بِقَضَاء كل مُرَاد وَمَات ببلدة العشة بِالْقربِ من مَدِينَة صعدة فِي سنة ١٠٨٣ ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَألف هجرية رَحمَه الله تَعَالَى وإيانا وَالْمُؤمنِينَ آمين
الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد العجمى
هُوَ الْعَالم الْفَاضِل الْوَرع التقى إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد العجمى وصل إِلَى مَدِينَة صنعاء فِي سنة ١١٥٠ خمسين وَمِائَة وَألف وَكَانَ إِمَامًا فِي كثير من الْفُنُون كالفقه وَالْأُصُول والعربية وَالتَّفْسِير وَكَانَت أوقاته مستغرقة فِي الذّكر والوعظ ولكلامه وَقع وَقبُول فِي الأسماع والقلوب وَكَانَ يقف بالجامع الْكَبِير بِصَنْعَاء فيجتمع إِلَيْهِ خلق وَهُوَ فصيح الْعبارَة حسن الْأَخْلَاق لطيف فِي وعظه لَا يلْتَفت إِلَى الدُّنْيَا ومتاعها وَلَا يقْصد بوعظه غير نفع الْمُسلمين وَكَانَ يملى على النَّاس شَيْئا من تَفْسِير الْقُرْآن ويزيده للسامعين بَيَانا بِعِبَارَة حَسَنَة وَيَد قَوِيَّة فِي الْعُلُوم وَكَانَ يمر بالطرقات والأسواق وَهُوَ يعظ النَّاس وَيَأْمُرهُمْ بِمَا يَلِيق بِكُل مُخَاطب وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من الْعلمَاء الربانيين وَأهل الِانْقِطَاع الى الله تَعَالَى فِي جَمِيع أوقاته وَكَانَ يقنع من الْقُوت بأى شئ يَأْكُلهُ فِي الْجَامِع أَو غَيره وَلَا تطمح نَفسه إِلَى شَيْء وطالما وقف فِي الْجَامِع لَيْسَ لَهُ من الطَّعَام إِلَّا نَحْو مَلأ الْكَفّ من الباقلاء يسْتَغْنى بِهِ عَن الطَّعَام وَكَانَ هَذَا دأبه فِي أَكثر أَحْوَاله وَسُئِلَ يَوْمًا عَن مَذْهَب الْعَجم فِي شَأْن الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم فَقَالَ الْجُهَّال يسبون وَالْعُلَمَاء يتوقفون ثمَّ توفى بِصَنْعَاء فِي آخر هَذَا الْعَام الذى قدم فِيهِ وَكَانَت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute