= أشباهه في الأمصار الكبرى: "وأما أهل الأحداث من أهل الشام فأطوع الناس لمرشدهم، وأعصاهم لمغويهم، وإذا كان كان أهل الأحداث في الشام هكذا على ما شهد به زعيم من زعماء الفتنة، , فإن أهل العافية والإيمان منهم قد شهد لهم أمير المؤمنين علي: فيما نقله ابن كثير في البداية والنهاية: ٢٠: ٨ عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني أحد الأئمة الأعلام الحافظ، عن شيخه معمر بن راشد البصري وهو أيضًا من الأعلام، عن الزهري مدون السنة وشيخ الأئمة أن عبد الله بن صفوان الجمحي قال: قال رجل من صفين: "اللهم العن أهل الشام" فقال له علي: "تسب أهل الشام، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال، فإن بها الأبدال"*، وروي هذا الحديث من وجه آخر مرفوعا@ إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروى أبو إدريس الخولاني وهو من أعلام حملة السنة والشريعة، ومن شيوخ الحسن البصري، وابن سيرين، ومكحول، وأضرابهم أن أبا الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "بينما أنا نائم رأيت الكتاب احتمل من تحت رأسي، فظننت أنه مذهوب به، فأتبعته بصري فعمد به إلى الشام، وأن الإيمان -حين تقع الفتنة- بالشام". ** وروى هذا الحديث من الصحابة غير أبي الدرداء أبو أمامة وعبد الله بن عمرو بن العاص، وللمقارنة بين أهل الشام والذين كانوا يحاربونهم ننقل عن ابن كثير ٣٢٥: ٧ خبر الأعمش، عن عمرو بن مرة بن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأرقم قال: خطبنا علي يوم جمعة فقال: "نبئت أن بشرًا قد طلع اليمن، وإني والله لأحسب أن هؤلاء القوم سيظهرون عليكم، وما يظهرون عليكم إلا بعصيانكم إمامكم وطاعتهم إمامهم، وبيخانتكم وأمامنتهم، وإفسادكم في أرضكم وإصلاحهم، وقد بعثت فلانًا فخان وغدر، وبعثت فلانًا فخان وغدر، وبعث المال إلى معاوية، لو ائتمنت أحدكم على قدح لأخذ علاقته، اللهم سئمتهم وسئموني، وكرهتهم وكرهوني، الله فأرحهم مني وارحني منهم"، بهذا وصف علي جيشه وطائفته، وبعكسه في الفضائل وصف أهل الشام الذين اضطروا إلى أن يقفوا من طائفته موقف المحارب، وليس بعد وصف علي لأهل الشام بالطاعة والأمانة والإصلاح، إلا الضرب بهذه القنبلة وجوه واصفيهم بالكفر والفسوق في الدين. "خ".