للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= و"الأبدال الأربعين"، و"النجباء الثلاثمائة" فهذه أسماء ليست موجودة في كتاب الله تعالى، ولا هي أيضًا مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإسناد صحيح، ولا ضعيف، يحمل عليه ألفاظ الأبدال ...
أما الغوث والغياث، فلا يستحقه إلا الله، فهو غياث المستغيثين، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره، لا يملك مقرب، ولا نبي مرسل "أي بعد موته أو في حياته مما لا يقدر عليه إلا الله تعالى"، ومن زعم أن أهل الأرض يرفعون حوائجهم التي يطلبون بها كشف الضر عنهم ... إلى الغوث فهو كاذب ضالٌّ مشرك، قد كان المشركون كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله: {وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ} وقال سبحانه: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاه} .
فكيف يكون المؤمنون يرفعون إليه حوائجهم بعده بوسائط من الحجاب، وهو القائل: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} .
وليس من أولياء الله المتقين، ولا عباد الله المخلصين الصالحين، ولا أنبيائه المرسلين: "من كان غائب الجسد دائمًا عن أبصار الناس، بل هذا من جنس قول القائلين أن عليًّا في السحاب، وأن محمد بن الحنفية في جبال رضوى، وأن محمد بن الحسن بسرداب سامري، وأن الحاكم بجبل مصر، وأن الأبدال الأربعين بجبل لبنان، فكل هذا ونحوه من قول أهل الإفك والبهتان ... "الفتاوى: ٤٣٣/١١-٤٤٣" باختصار".
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
روى في الأبدال حديث أنهم أربعون رجلًا، وأنهم بالشام، وهو في المسند من حديث علي رضي الله عنه، وهو حديث منقطع ليس بثابت، ومعلوم أن عليًّا ومن معه من الصحابة، كانوا أفضل من معاوية ومعه بالشام، فلا يكون أفضل الناس في عسكر معاوية دون عسكر علي "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" طبعة المكتب الإسلامي لصاحبه الأستاذ زهير الشاويش.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى في تعليقه على المسند: إسناده ضعييف لانقطاعه. شريح بن عبيد الحضرمي الحمصي لم يدرك عليًّا، بل، لم يدرك إلا بعض متأخري الوفاة من الصحابة.
وما أحسن ما قاله الإمام ابن تيمية أيضًا:
وأما أهل العلم فكانوا يقولون عن "أهل الحديث" هم "الأبدال" أبدال الأنبياء، وقائمون مقامهم حقيقة، ليس من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة، كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه: هذا في العلم والمقال، وهذا في العبادة والحال، وهذا في الأمرين جميعًا، وكانوا =

<<  <   >  >>