للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب يعني معاوية.
وروى عن علي بن أبي طالب قوله عنه بعد المصالحة التي جرت سنة ٤٠هـ والتي أسفرت عن اعتراف علي بحكمه في الشام واعتراف معاوية بحكم علي في العراق: أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: ما رأيت رجلا أخلص بالملك من معاوية.
وقال الصحابي عمير بن سعد الأنصاري الأوسي، وقد عزله عمر بن الخطاب رضي اله عنه عن حمص وولى معاوية رضي الله عنه: لا تذكروا معاوية إلا بخير، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " اللهم اهد به ... " وهذامن تمام إنصاف عمير رضي الله عنه.
وقال الصحابي الجليل أبو الدرداء لهل الشام: ما رأيت أحد أشبه صلاة بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من معاوية.
وقد روى ابن قتيبة عن عتبة بن مسعود قال: إنه لما مر بنا نعى معاوية قمنا فأتينا ابن عباس فوجدناه السا قد وضع له الخوان وعنده نفر، فأخبرناه الخبر، فقال يا غلام! ارفع الخوان وسكن ساعة ثم قال: جبل تزعزع ثم مال كلكله. أما والله ما كان كمن كان قبله، ولكن لك يكون بعده مثله، وان ابنه خير أهله.
وقال الأعمش للذين ذكروا عنده عمر بن عبد العزيز وعدله، كيف لو أدركتم معاوية! قالوا في حلمه؟! قال: لا واله بل في عدله، وقد مر معنى ذلك.
وقال قبيصة لجماعته: ألا أخبركم من صحبت؟! صحبت عمر بن الخطاب، فما رأيت رجلا أفقه فقها ولا أحسن مدارسة منه ثم صحبت طلحة فما رأيت رجلا أعظم للجزيل من غير مسألة منه. ثم صحبت معاوية، فما رأيت رجلا احب ر فيقا ولا أشبه سريرة بعلانيةمنه هذه الأقوال منقول عن تاريخ الطبري وعن البداية والنهاية.
وقال الإمام ابن تيمية في منهاج السنة ١٨٩/٣ وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سيرة الولاة. وقد كانت رعيته يحبونه. وقد ثبت في الصحيحن عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "خيار ائتمكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم. وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم".
هذه بعض شهادات الصحابة والتابعين في معاوية رضي الله تعالى عنهم جميا وآراء بعض العلماء والمؤرخين. وقد رأينا ما قال بحقه النبي صلى الله
=

<<  <   >  >>