٤٤٦ أول من كتب إليه من شيوخ شيعته- على ما رواه مؤرخهم لوط بن يحيى-: سلمان بن صرد والمسيب بن نجبه وفراعة بن شداد وحبيب بن مظاهر، وارسلوا كتابهم مع عب الله بن سبع الهمداني وعبد الله بن وال، فبلغا حسبنا بمكة في عاشر رمشان سنة ٦٠، وبعد يومين سرحوا إليه قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبد اله بن الكدن الأرحبي وعمارة السلولي بثلاث وخمسين صحيفة، وبعد يومين آخرين سرحوا إليه ابن هانيء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي. وفي الطبري ١٩٧:٦ نصوص بعض رسائلهم واسماء بعض اصحابها وهي تدور على أنهم لا يجتمعون مع أميرهم النعمان بن بشير في جمعن ويدعون الحسني إليهم حتى إذا أقبل طردوا أميرهموالحقوه بالشام، ويوقولن في بعضها: أينعت الثمار، فغذا شئت فأدقم على جند لك مجند. فأرسل الحسين غليهم ابنعمه مسلم بن قيل بن أبي طالب ليرى إن كانوا مستوثقين مجتمعين ليقدم هو عليهم بعد ذلك. وضل مسلم بن عقيل في الطريق ومات من معه من العطش فكتب إلى الحسين يستعقيه من هذه المهمة، فأجابه: خشيت ألا يكون حملك على الاستعفاء إلا الجبن. فمضى مسلم حتى بلغ الكوفة، وأعطاه البيعة للحسين اثنا عشر ألفا منهم، وشعر أمير الكوفة النعمان بن بشير بحركاتهم فخطب فيهم ينهاهم عن الفتنة والفرقة، وقال لهم: إني لا اقاتل إلا من قاتلني، ولا آخر بالظنة والتهمة، فإنأبديتم لي صفحتكم ونكثتم بيعتكم لضربنكم بسيفي ما ثبت قائمة في يدي. وعلم يزيد أن النعمان بن بشير حليم ناسك لا يصلح في مقاومة مثل هذه الحركة، فكتب غلى عبيد الله بن زيدا عامله على البصرة أنه قد ضم إلي الكوفة ايضا، وأمره أن يأتي الكوفة وأن يطلب بن عقيل كطلب الخرزة حتى يثقه فيوثه فيقتله أو ينفيه. فاستخلف عبيد الله أخاه على البصرة وأقبل على الكوفة فاتصل برؤسائها وقبض على أزمة الحال، فما لبث مسلم ابن عقيل أن رأى مبايعته الاثنى عشر ألفا كالهباء، ورأى نفسه وحيدا طريدا، ثم قبض عليه وقتل. وكان الحسين قد جاءته قبل ذلك رسائل مسلم بن عقيل بأن اثنى عشر ألفا بايعوه على الموت فخرج عقب موسم الحج بريد الكوفة، ولم يشجعه على الخروةج إلا ابن الزبير* لأنه عرف أن أهل الحجاز لا يتابعونه