بذلك، وصار سببا لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن. انظر المنتقى من منهاج السنة ص٢٨٧-٢٨٨ أما الشيخ الخضري فإنه عقل على حاديث قتل الحسين قائلا: وعلى الجملة أن الحسين أخطأ خطأ عظيما في خروجه هذا الذي جر على الأمة وبال الفرقة والاختلاف وزعزع عماد الفتاها إلى يومنا هذا. وقد أكثر الناس من الكتابة في هذه الحاديث لا يريدون بذلك إلا أن تشتعل النيران في القلوب. فيشتد تباعدها. وغاية ما في الأمر أن الرجل طلب أمرا لم يتهيأ له، ولم يعد له عدته، فحيل بينه وبين ما يشتهي وقتل دونه. وقبل ذلك قتل أبوه فلم يجد من أقلام الكاتبين من يبشع أمر قتله، ويزيدون نار العداوة تأجيجا. والحسين قد خالف يزيد، وقد بايعه الناس، ولم يظهر عنه ذلك الجور ولا العسف عند إظهار الخلاف حتى يكون في الخروج مصلحة للأمة محاضرات الخضري تاريخ الأمم الإسلامية ٢٣٥/٢.م. ٤٤٩ وكتبها الشيخ محب الاستقامة في الاعوجاج. س. ٤٥٠ يزعم مثيري الفتنة الذين يشهدون بغير ما علموا. ٤٥١ لا أدري سبا معقلا لتضخيم هذه المصيبة على الرغم من فداحتها بعد زوال الأمويين وملكهم؟ فهي مهما كان من أمرها لا تعد شيئا مذكورا بجانب المصيبة باستشهاد الخلفاء عمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم فلماذا لا يقمون عليهم- إذا كانوا مخلصين للإسلام- كل عام مآتما وعويلا. بعرفهم في تجديد المصيبة وإحياء ذكرها؟! ولا أدري أيضا كيف يصح إقامة مثل هذه المآتم، وقد جاء النهي في أحاديث كثيرة عن الصباح وشق الجيوب ولطم الخدود وغير ذلك من العادات الجاهلية! ولكن لعن الله السياسة المتفاهفة كيف تضلل أصحابها وتسبب لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} .