للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأظهر أمره صخر بن حرب ... ولم تكن المقالة عن زياد

وقد طالبت مخاتلتي ثقيفا ... وتركي فيهم ثمر الفؤاد

فذلك الذي حمل معاوية.

واستعمله علي على فارس، وحمى، وجبي، وفتح، وأصلح.

وكاتبه معاوية يروم إفساده، فوجه زياد بكتابه إلى علي بشعر، فكتب إليه علي: إني وليتك: ما وليتك وأنت أهل لذلك عندي. ولن يدرك ما تريد بما أنت فيه إلا بالصبر والبقين. وإنما كانت من أبي سفيان فلتة ومن عمر، لا تستحق بها نسبا ولا ميرثا. وإن معاوية يأتي المؤمن من بين يديه ومن خلفه. فلما قرأ زياد الكتاب قال: شهد لي أبو حسن ورب الكعبة. فذلك الذي جرأ زياد ومعاوية بما صنعا. ثم ادعاه معاوية سنة أربع واربعين، وزوج معاوية ابنته من ابنه محمد. وبلغ الخبرة أبا بكرة- أخاه لأمه- فآلى يمينا ألا يكلمه أبدا، وقال هذا زنى أمه، وانتفى من ابيه. والله ما رأيت سمية أبا سفيان قط، وكف، وكيف يفعل بأم حبيبة٤٦٤: أيراها فيهتك حرمة رسول الله، وإن حجبته فضحته.

فقال زياد: جزى الله أبا بكرة خيرا، فإنه لم يدع النصيحة في حال. وتكلم فيه الشعراء، ورووا عن سعيد بن المسيب أنه قال: أول قضاء كان في الإسلام بالباطل استلحاق زياد.

قال القاضي أبو بكر رضي الله عنه: قد بينا في غير موضع هذا الخبر، وتكلمنا عليه بما يغني عن إعادته، ولكن لابد في هذه الحالة من بيان المقصود منه فنقول:

كل ما ذكرتم لا ننفيه ولا نثبته لأنه لا يحتاج إليه. والذي ندريه حقا ونقطع عليه علما أن زيادا من الصحابة بالمولد والرؤية٤٦٥، ولا بالتفقه


٤٦٤ هي أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان وأخت معاوية. خ.
٤٤٥ ترجم له الحافظ ابن حجر في الإصابة والحافظ أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب ونقل في مولده أنه ولد عام الفتح، وقيل عام الهجرة، قيل يوم بدر. قال ابن جر: وجزم ابن عساكر بأنه أدرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يره. خ.

<<  <   >  >>