٣٧١ - عن أبي سليمان الداراني -من طريق أحمد بن أبي الحواري- يقول: تبدَّى إبليس لقارون وكان قارون قد أقام في جبل أربعين سنة يتعبد الله ﷿ حتى إذا غلب بني إسرائيل في العبادة بعث إليه إبليس شياطينه، فلم يقدروا عليه فتبدّى هو له، وجعل يتعبّد، وقارون يتعبّد، وجعل إبليس يقهره بالعبادة ويفوقه، فخضع له قارون، فقال له إبليس: يا قارون قد رضينا بالذي نحن فيه، لا تشهد لبني إسرائيل جماعة، ولا تعود مريضًا، ولا تشهد جنازة، قال: فأحدره من الجبل إلى البيعة، فكانوا يؤتون بالطعام فقال إبليس: يا قارون قد رضينا ألّا نكون كلًّا على بني إسرائيل، فقال له قارون: فأي شيء الرأي عندك؟ قال: نكسب يوم الجمعة، ونتعبد بقية الجمعة، قال: فكسبوا يوم الجمعة، وتعبدوا بقية الجمعة، فقال إبليس لقارون: قد رضينا أن نكون هكذا، فقال له قارون: أي شيء الرأي عندك؟ قال: نكسب يومًا، ونتعبد يومًا، ونتصدّق ونعطي، قال: فلما كسبوا يومًا، وتعبدوا يومًا، خنس إبليس، وتركه، ففتحت على قارون الدنيا. . . (١).