للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان له فرس يقال له العقاب يقاتل عليها، فعرقب فرسه (١)، وأظهر الندامة، ووضع على رأسه التراب، فقال له النصارى: من أنت؟ قال: بولس عدوكم، فنُوديت من السماء ليست لك توبة إلا أن تتنصَّر، وقد تبتُ، فأدخلوه الكنيسة، ودخل بيتًا سنة لا يخرج منه ليلًا ولا نهارًا حتى تعلم الإنجيل، ثم خرج، وقال: نوديتُ أن الله قبِل توبتك، فصدَّقوه وأحبُّوه، ثم مضى إلى بيت الله المقدس واستخلف عليهم نسطور، وعلَّمه أن عيسى ومريم والإله كانوا ثلاثة، ثم توَجَّه إلى الروم وعلمهم اللاهوت والناسوت وقال: لم يكن عيسى بإنس فيُؤنَّس، ولا بجسم فيُجسَّم، ولكنه ابن الله، وعلَّم رجلًا يُقال له: يعقوب ذلك، ثم دعا رجلًا يقال له: مَلْكا، فقال له: إن الإله لم يزل ولا يزال عيسى، فلما استمكن منهم، دعا هؤلاء الثلاثة واحدًا واحدًا؛ وقال لكل واحد منهم: أنت خالصتي، ولقد رأيت عيسى في المنام ورضي عني، وقال لكل واحد منهم: إني غدًا أذبح نفسي فادْعُ إلى نحلتك، ثم دخل المذبَح فذبح نفسه، وقال: أنا أفعل ذلك لمرضاة عيسى، فلما كان يوم الثالث دعا كل واحد منهم الناس إلى نحلته، فتبع كل واحد طائفة من الناس، واقتتلوا واختلفوا إلى يومنا هذا، فجميع النصارى من الفرق الثلاث (٢).

﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ﴾ [التوبة: ٣٢]

٢٢٥ - قال ابن عباس : يريد اليهود والنصارى أن يلزموا توحيد الرحمن المخلوقين الذين لا يليق بهم الربوبية (٣).

﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: ٣٣]

٢٢٦ - قال السُّدِّي: ذلك عند خروج المهدي ولا يبقى أحد إلا دخل في المسلمين أو أدَّى الخراج (٤).


(١) عرقب الدابة: قطع عُرْقُوبها، وهو الوتر الذي خَلْفَ الكَعْبَين بين مَفْصِل القَدَم والسّاق من ذوات الأربع. النهاية (عرقب).
(٢) تفسير الثعلبي ١٣/ ٢٩٦.
(٣) تفسير الثعلبي ١٣/ ٣٠٨.
(٤) تفسير الثعلبي ١٣/ ٣١١.

<<  <   >  >>