للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تبيّن معنى آية تبيّن معاني نظيرها (١).

وقال: قد فتح الله عليَّ في هذا الحِصْن في هذه المرَّة (٢) من معاني القرآن وأصول (٣) العلم بأشياء مات كثير من العلماء يتمنَّونها، وندمتُ على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن، أو نحو هذا (٤).

وأرسل إلينا شيئًا يسيرًا مما كتبَه من هذا الجنس (٥)، وبقي شيءٌ كثير في سَلَّة (٦) الحُكْم عند الحُكَّام لمَّا أخرجوا كتبه من عنده، وتوفي وهي عندهم [ق ١٣] إلى هذا الوقت، نحو أربع عشرة رِزْمة (٧).


(١) (ق، ف، ك): «نظائرها».
(٢) (ب، وابن رشيق): «المدة».
(٣) (ب، ف، ك): «ومن أصول».
(٤) انظر ما كتب الأستاذ محمد بن عبد الله أبو الفضل القونوي حول هذه الكلمة «وندمت على تضييع ... » في كتابه الماتع «موقف خليل الصفدي من ابن تيمية»: (ص ٩٣ - ٩٤).
(٥) (ك): «في هذا الحبس».
(٦) (ف): «مسئلة»، و (ك): «سنلة» تحريف. وسلة الحكم: هو المكان الذي تحفظ فيه الوثائق ونحوها، بحيث لا يخرجها ولايَطَّلع عليها إلا القاضي أو من يأذن له.
(٧) سيذكر المصنف (ص ٤٤٥) «أن هذه الكتب حُملت إلى القاضي علاء الدين القونوي (ت ٧٢٩)، وجُعلت تحت يده في المدرسة العادلية». وتوفي القونوي بعد الشيخ بسنة، فبقيت الكتب عند القاضي الشافعي، حتى خلصها منه الأمير قطلوبغا الفخري بعد أربعة عشر عامًا. قال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»: (١٨/ ٤٤٠): «وفي يوم السبت ثالثه (أي ثالث شهر رجب من عام ٧٤٢) استدعى قطلوبغا الفخريُّ (الأمير قطلوبغا) القاضيَ الشافعيَّ، وألحَّ عليه في إحضار الكتب المُعْتَقَلة في سلَّة الحُكم، التي كانت أُخِذت من عند الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله من القلعة المنصورة في أيام جلال الدين القزويني، فأحضرها القاضي بعد جهد ومدافعة، وخاف على نفسه منه، فقبضها منه الفخري بالقصر، وأذن له في الانصراف من عنده، وهو متغضِّب عليه، وربما همَّ بعزله لممانعته إياها، وربما قال قائل: هذه فيها كلام يتعلق بمسألة الزيارة، فقال الفخري: كان الشيخ أعلم بالله وبرسوله منكم. واستبشر الفخري بإحضارها إليه، واستدعي بأخي الشيخ زين الدين عبد الرحمن، وبالشيخ شمس الدين عبد الرحمن ابن قيم الجوزية، وكان له سعي مشكور فيها، فهنأهما بإحضاره الكتب، وبيَّت الكتبَ تلك الليلة في خزانته للتبرُّك، وصلى به الشيخ زين الدين أخو الشيخ صلاة المغرب بالقصر، وأكرمه الفخري إكرامًا زائدًا لمحبته الشيخ رحمه الله» اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>