للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصرها ــ يعني مصنفات (١) الشيخ ــ لما قدروا (٢)؛ لأنه ما زال يكتب، وقد مَنَّ الله عليه بسرعة الكتابة، ويكتب من حفظه من غير نقل.

وأخبرني غير واحد أنه كتب مجلدًا لطيفًا في يوم، وكتب غير مرة أربعين ورقة في جلسة وأكثر. وأحْصيتُ ما كتبه في يوم وبَيَّضتُه (٣) في يوم فكان ثمان كراريس، في مسألة من أشكل المسائل.

وكان يكتب على السؤال الواحد مجلدًا. وأما جوابٌ يَكْتب فيه خمسين ورقة، وستين، وأربعين، وعشرين، فكثير.

ويكتبُ الجوابَ، فإن حضر من يبيّضه وإلا أخذ السائلُ خطَّه وذهب.

ويكتب قواعدَ كثيرة في فنونٍ من العلم؛ من (٤) الأصول والفروع والتفسير وغير ذلك، فإن وُجِد من ينقله (٥) من خطِّه وإلا لم يشتهر ولم يُعْرَف. وربما أخذه بعضُ أصحابه فلم (٦) يقدر على نقله، ولا يردّه إليه فيذهب.

وكان كثيرًا ما يقول: قد كتبت في كذا وفي كذا.

ويُسأل عن الشيء، فيقول: قد كتبتُ في هذا، فلا يُدرى أين هو، فيلتفت


(١) (ق، ف، ك): «مؤلفات». وفي الهامش (الأصل وب): «مؤلفات» في نسخة.
(٢) (ب، ق): «قدر».
(٣) كذا في الأصل و (ق)، وتحتمل في (ب): «وبيضه». و (ف، ك): «ما كتبه وبيّضه في اليوم ... ».
(٤) بقية النسخ: «في».
(٥) (ف، ك): «نقله».
(٦) (ك): «فلا».

<<  <  ج: ص:  >  >>