للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضلالًا (١)!

يا سبحان الله! كيف لم يقل الرسولُ يومًا من الدَّهر، ولا أحدٌ من سلف الأمة: هذه الآيات والأحاديث لا تعتقدوا ما دلَّت عليه، لكن اعتقدوا الذي تقتضيه مقاييسكم، واعتقدوا (٢) كذا وكذا فإنه الحق. وما خالفه ظاهره فلا تعتقدوا ظاهره وانظروا فيها، فما وافقَ قياسَ عقولكم فاعتقدوه، وما لا فتوقَّفوا فيه وانفوه (٣)!

ثم الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر بأن أمته ستفترق ثلاثًا وسبعين فرقة (٤)، فقد عَلِم ما سيكون، ثم قال: «إني تاركٌ فيكم ما إن تمسَّكْتم به لن تضلّوا: كتاب الله» (٥).

ورُوِي عنه أنه قال في صفة الفرقة الناجية: «هو (٦) من كان على مثل ما أنا


(١) (خ، ط): «وضلالة».
(٢) (ق، ف، ك، خ، ط): «أو اعتقدوا».
(٣) (ب، ق، ط): «أو انفوه».
(٤) حديث الافتراق جاء عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، أقواها حديث أبي هريرة. أخرجه أحمد (٢/ ٣٣٢)، وأبو داود (٤٥٩٦)، والترمذي (٢٦٤٠)، وابن ماجه (٣٩٩١)، وابن حبان (٦٧٣١)، والحاكم: (١/ ١٢٨). قال الترمذي: «حسن صحيح». وصححه ابن حبان، والحاكم على شرط مسلم، وصححه المصنف في «الفتاوى»: (٣/ ٣٤٥).
(٥) أخرجه مسلم (١٢١٨) من حديث جابر الطويل.
(٦) الأصل: «هي»

<<  <  ج: ص:  >  >>