للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال ذلك: اسم الجنس إذا غلب في العُرْف على بعض أنواعه، كلفظ «الدابة» إذا غلب على الفَرَس، قد نُطلقه على الفَرَس باعتبار القَدْر المشترك بينها (١) وبين سائر الدواب، فيكون متواطئًا. وقد نُطلقه (٢) باعتبار خصوصية الفَرَس، فيكون مشتركًا بين خصوص الفَرَس وعموم سائر الدواب، ويصير استعماله في الفَرَس تارةً بطريق التواطؤ (٣)، وتارة بطريق الاشتراك.

وهكذا اسم الجنس إذا غلب على بعض الأشخاص وصار عَلَمًا بالغَلَبة، مثل ابن عُمر (٤) والنجم، فقد نُطلقه عليه باعتبار القَدْر المشترك بينه وبين سائر النجوم وسائر بني عمر، فيكون إطلاقه عليه بطريق التواطؤ، وقد نطلقه (٥) باعتبار ما به يمتاز عن غيره من النجوم، ومن بني عمر، فيكون بطريق الاشتراك بين هذا المعنى الشخصي، وبين المعنى النوعي.

وهكذا كلّ اسمٍ عامّ غلب على بعض أفراده، يصحّ استعماله في ذلك الفرد بالوضع الأول العام فيكون بطريق التواطؤ، وبالوضع (٦) الثاني فيصير بطريق الاشتراك.

ولفظ «النفاق» من هذا الباب؛ فإنه في الشرع: إظهار الدين وإبطان


(١) (ف): «بينهما».
(٢) (ب، ق): «يطلقه». وكذا ما يأتي بعد خمسة أسطر.
(٣) «تارة بطريق التواطؤ» في (ب، ق، ف) بعد «الاشتراك».
(٤) (ك) في جميع المواضع: «عمرو».
(٥) (ف، ك) زيادة: «عليه».
(٦) (ف، ك): «بالوضع».

<<  <  ج: ص:  >  >>