للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلافه. وهذا المعنى الشرعيّ أخصّ من مسمّى النفاق في اللغة، فإنه في اللغة أعم من إظهار الدين.

ثم إبطان (١) ما يخالف الدين، إما أن يكون كفرًا أو فسقًا، فإذا (٢) أظهر أنه مؤمن وأبطن التكذيب، فهذا هو النفاق الأكبر الذي أُوعِدَ صاحبه بأنه في الدَّرْك الأسفل من النار. وإن أظهر أنه صادق أو موف أو أمين، وأبطن الكذب والغدر والخيانة ونحو ذلك، فهذا هو النفاق الأصغر الذي يكون صاحبه فاسقًا. فإطلاق النفاق عليهما في الأصل بطريق التواطؤ.

وعلى هذا؛ فالنفاق اسم جنس تحته نوعان. ثمّ إنه قد يراد به النفاق في أصل الدين، مثل قوله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} [النساء: ١٤٥]، و {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: ١]. والمنافق هنا (٣): الكافر.

وقد يراد به [ق ٤٢] النفاق في فروعه، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم - : «آية المنافق ثلاث» (٤)، وقوله: «أربعٌ من كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا» (٥). وقول ابن عمر فيمن يتحدث عند الأمراء بحديث (٦)، ثم يخرج فيقول بخلافه: «كنّا نعدّ هذا


(١) (ف): «إبطال».
(٢) (ب، ق): «فإن».
(٣) (ب، ق): «هو».
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) أخرجه البخاري (٣٤)، ومسلم (٥٨) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(٦) ليست في (ب، ق).

<<  <  ج: ص:  >  >>