للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي أدَّاه إليه اجتهادُه، وحِدَّة ذهنه، وسَعَة دائرته في السنن والأقوال.

مع ما اشتهر عنه (١) من الورع، وكمال الفكر، وسرعة الإدراك، والخوف من الله العظيم (٢)، والتعظيم لحرمات الله.

فجرى بينه وبينهم [ق ٤٧] حَمَلات حربية، ووقائع شامية ومصرية، وكم من نوبةٍ قد رموه بها (٣) عن قوسٍ واحدة، فينجِّيه الله! فإنه دائم الابتهال، كثير الاستغاثة، قويُّ التوكُّل، ثابت الجأش، له أورادٌ وأذكار يُدْمِنها بكيفيَّةٍ (٤) وجمعيّة.

وله من الطرف الآخر محبُّون من العلماء والصلحاء، ومن الجند والأمراء، ومن التجار والكبراء. وسائر العامةِ تحبُّه؛ لأنه منتصب لنفعهم ليلًا ونهارًا، بلسانه وقلمه.

وأما شجاعته؛ فبها تُضرب الأمثال، وببعضها يتشبَّه (٥) أكابر الأبطال. فلقد أقامه الله في نوبة (٦)

غازان، والتقى أعباء الأمر بنفسه، وقام وقعد، وطلع


(١) (ب، ق، ف): «ومنه».
(٢) ليست في (ف، ك، وجزء الذهبي).
(٣) من الأصل.
(٤) الأصل: «بكفية»!
(٥) بقية النسخ: «تتشبّه».
(٦) (ف): «ولقد أقامه الله نوبة».

<<  <  ج: ص:  >  >>