للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وخرج، واجتمع بالملك (١) مرتين، وبخطلوشاه (٢) وببولاي (٣). وكان قَبْجَق (٤) يتعجَّب من إقدامه وجرأته على المغول.

وله حِدّة قوية تعتريه في البحث، حتى كأنَّه ليثٌ حَرِب (٥).

وهو أكبر من أن ينبِّه مثلي على نعوته، فلو حُلِّفْتُ بين الرُّكن والمقام لحَلَفتُ أنِّي ما رأيت بعيني مثله، ولا والله رأى (٦) هو مثل نفسه في العلم!

قلت: ما فعله الشيخ رحمه الله في نوبة غازان من جميع أنواع الجهاد، وسائر أنواع الخير؛ من إنفاق الأموال، وإطعام الطعام، ودفن الموتى، وغير


(١) هو ملك التتار غازان ــ والعامة تقول: قازان ــ محمود بن أرغون، سار سيرة جده الأعلى جنكيزخان، وهو صاحب الحملات المتكررة على بلاد المسلمين، آخرها معركة شقحب التي مُني فيها بالهزيمة، وتوفي على إثرها سنة (٧٠٣). انظر «أعيان العصر»: (٤/ ٥ - ١٨)، و «الدرر الكامنة»: (٣/ ٢١٢ - ٢١٤).
(٢) خطلوشاه ــ ويقال: قطلوشاه بالقاف ــ من كبار أمراء التتار، وهو مقدّمهم في وقعة شقحب المشهورة سنة (٧٠٢) التي شارك فيها ابن تيمية، وهُزم فيها التتر هزيمة نكراء. قتل سنة (٧٠٧). انظر «أعيان العصر»: (٢/ ٣٢١ - ٣٢٢)، و «الدرر الكامنة»: (٢/ ٨٥).
(٣) بولاي: أحد مقدمي التتار الذين حضروا مع غازان لغزو الشام. قال الصفدي: اسمه الصحيح «مولاي» وإنما الناس يُحرّفونه تهكّمًا به وبأمثاله. انظر «أعيان العصر»: (٢/ ٧٠ - ٧١).
(٤) قبجق المنصوري، أصله من المغل، وتذبذب أمره في الالتحاق بالمغول أو بالمسلمين، إلى أن استقر أمره على قتال المغول فأبلى حسنًا، وكان شجاعًا مقدامًا ت (٧١٠). انظر «أعيان العصر»: (٤/ ٦١ - ٧٢)، و «الدرر الكامنة»: (٣/ ٢٤١ - ٢٤٣).
(٥) قيدها في الأصل: «ليثُ حرب»، وفي (ف): «حُرِب».
(٦) (ف، وجزء الذهبي) والمطبوعة: «ما رأى». وبهذه الفقرة ينتهي كلام الذهبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>