للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، معروف مشهور.

ثم بعد ذلك بعام سنة سبعمائة، لما قدم التتار إلى أطراف البلاد، وبقي الخلق في شدَّة عظيمة، وغَلَب على ظنّهم أن عسكر مصر قد ارتحلوا (١) عن الشام = ركب الشيخ، وسار (٢) على البريد إلى الجيش المصري في سبعة أيام، ودخل القاهرة في اليوم الثامن، يوم الاثنين حادي عشر جمادى الأولى، وأطْلابُ المصريين داخلة، وقد دخل السلطان الملك الناصر.

فاجتمع بأركان الدولة، واسْتَصْرخ بهم، وحضَّهم على الجهاد، وتلا عليهم الآيات والأحاديث، وأخبرهم بما أعدَّ الله للمجاهدين من الثواب، فاستفاقوا وقويت هممهم، وأبدَوا له العذر في رجوعهم مما قاسوا من المطر والبرد بيد عرش (٣) ونودي بالغزاة، وقَوي العزمُ، وعظَّموه وأكرموه، وتردد الأعيان إلى زيارته.

واجتمع به في هذه السنة الشيخ تقيّ الدين ابن دقيق العيد وسمع كلامه، وذُكِر أنهم سألوه عنه (٤) بعد انقضاء المجلس فقال: هو رجل حُفَظَة (٥).


(١) كذا في الأصل، وفي (ب، ق، ف، ك): «تخلوا».
(٢) الأصل و (ب، ق): «وساق».
(٣) (ب): «مد غرش»، (ف): «نيد عرس» ومهملة النقط في (ك)، و (ح): «يثد عرس». و (ط): «منذ عشرين»! والذي في المصادر «بَدْعَرش». انظر «ذيل مرآة الزمان»: (١/ ٤٥٧) و «تاريخ الإسلام»: (٥٢/ ١٠٠)، و «أعيان العصر»: (١/ ٤٧٢)، غيرها. ويفهم من المصادر أنها قرية بقرب قاقون، إحدى محافظات طولكرم في فلسطين.
انظر على الشبكة: www.palestineremembered.com
(٤) ليست في (ك).
(٥) يعني: كثير المحفوظ. وفي مصادر أخرى أنه قال لما اجتمع به: «رأيت رجلًا كل العلوم بين عينيه، يأخذ ما يريد ويدع ما يريد». «الجامع»: (ص ٣٢٠، ٣٣٥، ٥١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>